التمثيل الخرائطي لاستعمالات الأرض الزراعية في محافظة كربلاء لعام 2011

Abstract AR

تعد الخرائط ركيزة أساسية في علم الجغرافية إذ بدونها تفقد الجغرافية أداة هامة فهي وسيلة مهمة من وسائل التعبير و التي يستعين بها الجغرافي لتوضيح توزيع الظاهرة على سطح الأرض فهو يتعامل معها بصورة مستمرة، لذلك فقد اعتبر علم الخرائط فرعا من فروع الجغرافية بل إن الكثير منهم أعطاه استقلالية عرف فيما بعد (بالكارتوكرافيا) و التي حظيت بأهمية كبيرة كونها وسيلة مهمة توضح العلاقات المكانية بين الظواهر الجغرافية المختلفة.

تتلخص مشكلة البحث بـ (هل يمكن اعتبار الخرائط الموضوعية مصدر أساسي في توفير العرض المرئي للظواهر الجغرافية و خاصة ما يتعلق بتوضيح تباين استعمالات الأرض الزراعية ؟)، (كيف يمكن تصميم خرائط ذات كفاءة خرائطية و علمية لتوصيل المعلومات و ذات إدراك بصري عال باستخدام gis).

أما الفرضية فهي (إن للتمثيل الخرائطي قدرة على توضيح التباين المكاني من خلال ما يمتلكه من قدرات و أساليب إيضاح يمكن أن تعكس بشكل واضح ذلك التباين إذا أمكن اختيار الطريقة المناسبة) (لبرامج نظم المعلومات الجغرافية قدرة عالية على إعداد خرائط جيدة و تصميمها بأسلوب رقمي عال الدقة و بكفاءة عالية و ذات إدراك بصري).

تهدف الدراسة إلى إعداد خرائط رقمية متخصصة تضم مجموعة من الخرائط الزراعية التي تتناول توزيع مختلف الظواهر الجغرافية الزراعية وفق أسس و قواعد التمثيل الخرائطي بما يتيح لنا دراسة جغرافية تفصيلية و إيصال معلومات دقيقة و واضحة عن توزيع استعمالات الأرض الزراعية و أبعادها المكانية و أشكالها و علاقتها المكانية، و عن الكيفية التي تتوزع فيها فوق سطح الأرض، و توصيلها إلى قارئ الخريطة أو مستخدمها بطريقة صحيحة و واضحة.

لهذا تمثل الدراسات التي تعنى باستعمالات الأرض الزراعية أحد المجالات التطبيقية الهامة التي يمكن أن تستفيد من الطرق الكارتوكرافية للتمثيل، لذا اختير هذا الموضوع في منطقة الدراسة ليمثل المجال التطبيقي، و هنا تكمن أهمية هذه الدراسة.

تقع محافظة كربلاء ضمن إقليم الفرات الأوسط على أطراف الحافة الشرقية من هضبة البادية الشمالية من الهضبة الغربية، غربي نهر الفرات، تشترك حدودها الإدارية مع ثلاث محافظات، محافظة الأنبار من الشمال و الغرب، و من الشرق محافظة بابل، و من الجنوب محافظة النجف، أما موقعها نسبة إلى العاصمة فهي تبعد (106) كم جنوبي غربها، أما مساحة المحافظة حاليا فتبلغ (5034) كم2، و هي مساحة تمثل ما نسبته (1.14) %، من مساحة العراق البالغة (438317) كم2، و تتشكل المحافظة إداريا من ثلاثة أقضية و أربع نواحي.

أما فيما يتعلق بموقع المحافظة فلكيا إذ دوائر العرض و خطوط الطول فإنها تقع ما بين دائرتي عرض (-10 32° و -51 32° شمالا) و بين خطي طول (-12 43° و -19 44° شرقا).

تتميز محافظة كربلاء بامتلاكها مقومات زراعية جيدة من حيث مساحة الأرض الزراعية و نظام الري السطحي الذي يوفره جدولي الحسينية و بني حسن و فروعهما و مساحات أخرى تروى بالواسطة، فضلا عن المياه الجوفية الموجودة، لذلك فإن الإنتاج الزراعي فيها لا يقتصر على سد الحاجة المحلية للسكان فقط، بل تأتي المحافظة في مقدمة المحافظات المنتجة و المصدرة لعدد من المحاصيل و في مقدمتها النخيل و الفاكهة و الحمضيات، بالشكل الذي يمكنها من تحقيق الأمن الغذائي الزراعي لسكانها عدا عدد من المحاصيل خاصة الشلب الذي منعت الدولة زراعته منذ 1995 و الذي يحتاج في زراعته إلى كميات وفيرة من المياه، و ذلك من أجل المحافظة على كميات المياه المتوفرة، و لما تتركه زراعتها من آثار سلبية في رفع مناسيب المياه الجوفية و تغدق و تملح التربة ثانيا.