مفهوم الجرائم ضد الإنسانية بين نظام روما الأساسي و المواثيق الدولية

Abstract AR

إن جرائم الحرب-بصفة عامة-هي كل انتهاك لقوانين الحرب وأعرافها، خاصة عندما ترتكب في إطار خطة عامة وسياسة مرسومة واسعة النطاق، وقد مر تقنين تلك الجرائم بمراحل عدة؛ ففي البداية كان يٌنظر إلى الحرب في حد ذاتها على أنها عمل مشروع ووسيلة من وسائل فض المنازعات، وكان تقنينها يهدف لوضع قواعد تنظمها فقط دون أن تجرمها تماما، ومع تطور وسائل وأساليب الحرب والقتال في العصر الحديث، جرمت التشريعات الحديثة اللجوء للحرب تماما، كان آخرها نظام روما الأساسي وكانت المادة 8 الخاصة بجرائم الحرب التي تختص بها المحكمة أطول مادة فيه.

يتناول البحث جرائم الحرب من ناحيتين؛ الأولى: تطور تقنينها في الوثائق الدولية والمحاكمة عنها في إطار المحاكم الجنائية الدولية الخاصة، فلم تكن جرائم الحرب-بالمعنى الموجود حاليا في العديد من المواثيق الدولية-وليدة تشريع فقهي واحد بل تضافرت عدة مجهودات لتقنين هذه الجريمة على نحو ما يقرب من قرن من الزمان ومن أهم تلك المجهودات تصريح باريس عام 1856، تقنين القواعد التي تحكم الجيوش في الميدان وفقا لقوانين وعادات الحرب-قانون ليبر Lieber code)) 1863، اتفاقية جنيف لعام 1864، عهد عصبة الأمم 1920-1946 اتفاقيات جنيف لعام 1949 بروتوكولا جنيف الملحقان لعام 1977 المحاكم الجنائية الدولية الخاصة Ad Hoc Tribunals.

ومن ناحية ثانية يتعرض البحث لتقنين جرائم الحرب في إطار نظام روما الأساسي، من خلال ثلاثة أوجه، الأول: تعريف المادة الثامنة من نظام روما الأساسي لجرائم الحرب، والثاني: دور المدعي العام بالتحقيق عن تلك الجريمة والثالث: طوائف جرائم الحرب، التي تشمل: جرائم الحرب التي تقع في زمن النزاعات المسلحة الدولية، وجرائم الحرب التي تقع في زمن النزاعات المسلحة غير الدولية.