ظاهرة الاستعطاف في شعر أبن الآبار البلنسي

Abstract AR

إن من يستقرى الشعر الأندلسي سواء بين أسوار الأندلس أو خارجها في المهجر سيجد إن ظاهرة الاستعطاف قد تنامت و اتسعت لدى شاعرنا ابن الآبار البلنسي فقد شكلت هذا الظاهرة أغلب نتاجه الشعري و لم نجد شاعرا "أندلسيا" استعطف الحكام بهذا الكم الهائل من الشعر الذي استعطف به ابن الآبار حكام الدولة الحفصية في تونس و أمرائها.

و لعل من الأسباب التي دفعت الشاعر إلى استعطافهم منها : إذا وقع الشاعر ابن الآبار في مأزق أو هفوة أو صدرت وشاية ضده فلا بد أن يستعطفهم مظهرا إمامهم حسن نواياه و إن كان يبطن لهم خلاف ما يظهر (تقية) ليبعد عن نفسه الأذى منهم إن من بين المصاعب التي واجهتني في البحث هو قلة المصادر و المراجع التي تدور حول ظاهرة الاستعطاف في شعر ابن الآبار ؛ و لعل هذا يعود إلى ما اكتنف حياة الشاعر و مقتله من غموض فتضاربت الآراء حول تحزبه السياسي و تمذهبه الديني مما جعل مهمة البحث في شعره صعبة لكني استسهلت الصعب و لعلي بلغت بعض المنى في هذه الدراسة و لعل من الغريب أن المستشرقين الذين نقبوا التراث العربي و الأندلسي و لم يتركوا صغيرة و لا كبيرة لم يسلطوا الضوء عليها (أمثال (غرسيه غومس) و (ليفي بروفسال)، و قد قامت خطة البحث على مقدمة و أربعة محاور قام المحور الأول على تأصيل هذه الظاهرة التي تجذرت في الشعر العربي (المشرقي) و بعدها انتقلت إلى الأندلس، و كان المحور الثاني مخصصا لدراسة هذه الظاهرة و دواعيها الذاتية و الموضوعية التي دفعت الشاعر ابن الآبار إلى استعطاف أمراء الدولة الحفصية في تونس بعد إن هاجر إليها الشاعر أثر سقوط مدينته بلنسيه بيد الأسبان.

أما المحور الثالث فقد تطرقت فيه إلى أنواع الاستعطاف عن ابن الآبار فكان منه ما هو مقبول و ما هو مرذول، و أخيرا ختمت دراستي بخاتمة تضمنت أهم النتائج التي توصلت إليها، و قائمة بالمصادر و المراجع التي اعتمدتها في بحثي هذا.