التعليل النحوي في المبني من الأسماء عند ابن إياز البغدادي (ت 681 ه)‎ في كتابه (المحصول في شرح الفصول)‎

Abstract AR

الحمد لله على ما وفَّق، و بعد هذه المسيرة الماتعة مع هذا العلم الكبير من أعلام النحو العربي و تعليلاته في كتابه المحصول في شرح الفصول أخلص إلى أهم النتائج و هي : ١- لم يقتصر ابنإيازٍ في تعليله على تعليل الأحكام النحوية كالوجوب و المنع و الجواز، بل اتسع التعليل عنده ليشمل مسائل كالحدود و العوامل و قضاياها و مسائل الخلاف و الترجيح و تعليل المصطلحات النحوية و كلام النحاة إذ شكلت هذه المسائل دوافع تدفعه لممارسة الفكر التعليلي.

٢- تنوعت أساليب ابن إيازٍ في الإدلاء بالعلة بين النص الصريح عليها، أو النص الظاهر، أو الإيماء إلى العلة إيماء.

٣- وضح البحث أن ابنإيازٍ من المجوزين لتعليل الحكم بأكثر من علة كما ذهب إليه ابن جني ؛ لذلك علل في كثير من مواضع كتابه بأكثر من علة لحكم واحد.

٤- صرح ابن إيازٍ بمصادر تعليلاته بنقلها من مظانها مباشرة، أو بنسبتها إلى العلماء من المتقدمين و المتأخرين على اختلاف مذاهبهم النحوية، و هو مع ذلك قد يهمل نسبة بعض التعليلات اعتمادا على شهرتها بين النحاة.

٥- كشف البحث أن أغلب تعليلات النحاة، و منهم ابن إيازٍ، ترجع في الحقيقة إلى تعليلات النحاة المتقدمين لا سيما سيبويه، فقد علل ابن إيازٍ كثيرا بتعليلات سيبويه إ ما بشرحها و إما بالتفريع عليها و إما بنقل مضمونها دون تغيير.

٦-تنوعت العلل التي اعتلَّ بها ابن إيازٍ بين علل تعليمية و قياسية و جدلية، و كذلك من حيث البساطة و التركيب ؛ إذ اعتل بالعلل البسيطة و المركبة.

٧- الغالب على العلل التي اعتل بها ابن إيازٍ هي العلل التعليمية الأول كعلة الفائدة، و أمن اللبس، و الفرق، و الاستخفاف، و الاستثقال، و الاختصار، و غيرها، تليها العلل القياسية كعلة المشابهة التي يقوم عليها قياس الشبه، و العلل التي تتعلق بفكرة الأصل و الفرع و بنظرية العامل كعلة الرد إلى الأصل، و الانحطاط، و الاختصاص، و غيرها، إضافة إلى علل هي من نمط العلل الجدلية الثوالث، و هي أقل حضورا من قسيمتيها، و السبب في ذلك أن غرض ابن إيازٍ من شرحه لكتاب الفصول الخمسون غرض تعليمي.

٨- لم يتعصب ابن إيازٍ لمذهب نحوي على آخر فقد نقل عن الكوفيين و البصريين، إلا أن ميله للبصريين كان أوضح، و مع ذلك ربما نجده يخالف الفريقين و يتفرد بآرائه مما يظهر شخصيته العلمية واضحة جدا في الكتاب، و لم يمنع تأخر عصر ابن إيازٍ و متابعته للنحاة السابقين من أن ينفرد ببعض التعليلات التي يحسب الباحث أنها من اجتهاداته في التعليل.