أثر تطبيق نظرية يرونر في تعلم المفاهيم الفنية

Abstract AR

أن المفاهيم الفنية تكتسب نسقها الخاص و المختلف من حيث بنية التفكير و آلياته عن المفـاهيم العلميـة لمعاملتها جماليا، دون الفصل عن الإحساس و التأمل الذاتي، و بالتالي هي حصيلة جملة مـن الظـواهر الفنيـة المنتقاة باتجاه صياغة العلاقات الجوهرية الأساسية للأشياء و الظواهر على نحو جديد.

و على الرغم من إن المعرفة الفنية و الإلمام بأساسيتها و تطبيقاتها تشكل جزءا من المكونـات الأساسـية للثقافة و بمختلف قطاعات الحياة، فإن مهمة المدرس هو التركيز على الكيفية التي يوجه بها نـشاط المـتعلم بحيث يمكنه من أن يتعلم بنفسه، و تلك تسهل متطلبات التعلم في الوصول إلى الهدف الذي ترقى إليه دراسته للمادة العلمية.

ذلك إن أي تفكير يتم التعبير عنه و تشكيله، يتحدد بالمفـاهيم الرئيـسة و شــرحها بوضـوح و استعمالها بدقة و عناية.

لذا وجد الباحثان مشكلة البحث الحالي هل ما جاءت به نظرية برونـر فـي تعلـم المفاهيم على وفق حيثياتها النظرية و التطبيقية تؤثر في تعلم المفاهيم الفنية بالقدر الذي يرقى بدراسة مـواد التربية الفنية ؟ و عليه هدف البحث إلى تعرف أثر تدريس المفاهيم الفنية لمادة التصميم والتـزيين فـي ضـوء طرق عرض المحتوى العيني و الإيقوني و الرمزي في نظرية برونر على تحصيل طلبة الصف الثـاني قـسم التربية الفنية.

و لغرض تحقيق هذا الهدف وضع الباحثان الفرضية الصفرية الآتية : (لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (٠٥،٠) بين متوسط درجات طلبة المجموعة التجريبية التي تدرس على وفق نظرية برونر و بطرائق العرض (العينية و الايقونية و الرمزية) و متوسط درجات طلبة المجموعة الـضابطة التـي تدرس بالطريقة الاعتيادية في تعلم المفاهيم الفنية.

و عند تحليل النتائج في الفصل الرابع توصل الباحثان إلى : أن مجموعات البحث التجريبية الثلاثـة كـل بحسب طريقة عرض المحتوى التعليمي للمفهوم الفني المتبع لكل مجموعة قد حققت تقديرات إحصائية مختلفة و متباينة في مقاديرها في تعلم المفاهيم الفنية.

فنلاحظ أن المجموعـة التجريبية الأولى قـد حققـت وسـطا حسابيا مقداره (٦٦، ٣٥) و حققت المجموعة التجريبية الثانية وسطا حـسابيا مقـداره 73، 15و المجموعـة الثالثة حققت وسطا حسابيا مقداره (١٥،٦٠) أما المجموعة الضابطة فقد حققت وسطا حسابيا مقداره (50، ٥٦) و من خلال الأوساط الحسابية.

تبين تفوق مجموعات البحث الثلاثة على المجموعة الضابطة في الاختبار البعدي لتعلم المفاهيم الفنية.

و هذا يبين أن هنالك اختلافات في قيم كـل الأوسـاط الحـسابية و الانحرافـات المعيارية التــي حققتها مجموعات البحث الثلاثة (العرض العيني للمفهوم الفني) و (العرض الإيقوني للمفهوم الفني) و (و العرض الرمزي للمفهوم الفني) وفقا للتمثيلات في نظرية برونر وللمجموعة الـضابطة.

و بنـاء على هذه النتائج استنتج الباحثان ما يلي : ١- إن طرق العرض العيني و الإيقوني و الرمزي في نظرية برونر أضفت طابع الحيوية و النشاط في دفـع الطلبة للمشاركة و التعلم.

و هذا ما أكده تفوقهم على الطريقة الاعتيادية .

2- إن التعلم بالاكتشاف في نظرية برونر عزز الثقة بنفس الطالب لأخذ المسار الخاص به في بناء المعرفـة لديه و من ثم مر بخبرته عن طريق النشاط الحسي و التمثيل للمفهوم وقد انعكس ذلك في التحصيل.