معادلة التناسب بين الضرورة العسكرية و المعاملة الإنسانية في الشريعة الإنسانية

Abstract AR

يهدف القادة العسكريون إبان النازعات المسلحة الدولية إلى تحقيق الأهداف العسكرية المتمثلة في تحقق النصر و إحراز التفوق الميداني على القوات المسلحة، دون مراعاة لحقوق الأفراد و ممتلكاتهم كما قد يتعسفون في ممارسة الأساليب و القوانين العسكرية، و يطبقون قاعدة "ويل للمغلوب".

لذا جاءت الشريعة الإسلامية لتهذب الحرب و تجعلها رحيمة، فقد كان القائد العسكري و الرسول محمد صلى الله عليه و سلم يدخل الحرب و هو يردد : "أنا نبي المرحمة، أنا نبي الملحمة".

رغم أن الملحمة و الرحمة متضادان، إذ أن الملحمة هي المجزرة و الموقعة العظيمة و القتل في الحرب، أما المرحمة فهي الرفق و العطف و العفو.

فالحرب في الإسلام رحيمة، لأنها تؤكد في نفس القائد العسكري المسلم و كل مقاتل مسلم مهما كانت رتبته أن عدوه اضطر إلى قتاله لكنه يظل أخاه في الإنسانية، و يعد القائد العسكري محمد صلى الله عليه و سلم أول قائد طبق معادلة للتناسب بين الضرورة العسكرية و المعاملة الإنسانية.

كانت الشريعة الإسلامية السباقة لتطبيق معادلة التناسب، و وضع أسسها، من خلال القران الكريم و السنة النبوية الشريفة و عمل الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، إذ أن الأصل في العلاقات الدولية في الإسلام هو السلم و السلام، لكن إذا دعت الضرورة للحرب فإن المسلمين لا يقاتلون بهدف القتل بل يجاهدون لإعلاء كلمة الحق، و التي تكون من خلال تطبيق الشريعة الإسلامية التي كرمت الإنسان، لذا تعد معادلة التناسب معادلة صعبة و دقيقة خاصة أثناء الحرب، فهي تحتاج لتطبيقها إلى قائد ماهر شديد المارس، يكرس جهده و عمله لتحقيقها، فهي ليست من السهولة بمكان إذ تتوقف على التدريب المسبق للقائد و الجنود وقت، السلم، و إلى تعليمات، قائد متمكن كيس و فطن لتطبيقها وقت الحرب.

بقصد تحقيق حرب عادلة و التمييز بين المقاتلين غير المقاتلين و تطبيق القواعد الشريعة الخاصة بكل فئة، و كذلك التمييز بين الأهداف العسكرية و الأعيان المدنية، إضافة إلى تحديد أساليب القتال، وسائله لتتماشى مع الهدف المراد تحقيقه.