التنشئة الاجتماعية و انعكاساتها على العلاقات الاجتماعية بين الآباء و الأبناء في إمارة دبي

Abstract AR

استهدفت هذه الدراسة بصفة أساسية التعرف على واقع بعض الممارسات الخاصة بقضاء الأبناء لأوقاتهم مع الآباء خلال فترات أو دراسة، و العطلة سواء تم ذلك داخل المنزل أم خارجه، و التي تعد ذلك انعكاس لإيجابية أو سلبية العلاقات بين جيل الآباء و جيل الأبناء، و مؤشرا على كفاءة أو عدم كفاءة عملية التنشئة الاجتماعية.

و قد أجريت الدراسة على عينة ممثلة من الطلاب في مراحل التعليم المختلفة من (6) مدارس حكومية و خاصة في إمارة دبي، بلغ قوامها (403) طالب و طالبة، تم اختيارهم باستخدام العينة العشوائية المنتظمة، من واقع سجلات قيد الطلاب في كل مدرسة، و تم استيفاء بيانات الدراسة من خلال الاستبيان بالمقابلة الشخصية.

و قد عكست نتائج أو دراسة بشكل عام حالة الاستقرار الأسرى الذي يعيشه غالبية الطلاب، كما تبين أن غالبية الأسر يعمل فيها الأب، و تتفرغ الأم لرعاية الأبناء مما يوفر بيئة أكثر استقرارا للتنشئة الاجتماعية.

كذلك تبين اعتماد شريحة ليست بالقليلة من الأسر على استخدام المواصلات المدرسية، مما قد يوفر بيئة اجتماعية ايجابية للطلاب وسط اقرأنهم تعضد عمليات التنشئة خارج إطار الأسرة.

و فيما يتعلق بقضاء الطلاب لأوقاتهم بصحبة الوالدين أو أحدهما على الأقل، فقد أن غالبية الطلاب يشاهدون التلفاز بمرافقة الوالدين أو أحدهما على الأقل خلال فترة الدراسة و العطلة، و ذلك في إشارة إلى توافر رقابة والدية جيدة، كما تبين عدم قيام غالبية أفراد العينة بأداء واجباتهم المدرسية مع الوالدين أو أحدهما على الأقل لأسباب متنوعة، و قد يعكس ذلك ضعفا متابعة المسيرة التعليمية للأبناء من قبل الوالدين أو أحدهما بشكل أو بآخر.

كما أوضحت نتائج الدراسة أن هناك ميلا من قبل الطلبة و الطالبات عينة الدراسة للقيام بأنشطة خارج المنزل بمصاحبة الوالدين أو أحداهما على الأقل، و ذلك خلال أيام العطلات، فأن كان الميل لدى الطلاب الذكور أكبر.

كما كانت غالبية الأسر على علم بمعظم أصدقاء أبنابهم، قان كانت الإناث أكثر ميلا الوالدين-و بخاصة الأم-بمعظم صديقاتهن.

كما كان الوالدان أو أحدهما على الأقل في غالبية العينة البحثية على علم بالمشاكل التي تواجه الأبناء سواء كانوا ذكورا أم إناثا.

و قد خلصت نتائج أو دراسة إلى أن غالبية طلاب العينة يرون الوالدين لا يقضون أوقات طويلة خارج المنزل، كما عبر الغالبية عن رغبتهم في قضاء الوالدين لمزيد من الوقت بصحبتهم.

أما فيما يخص الأوقات التي يقضيها الأبناء بمصاحبة وسائل الاتصال الحديثة، فقد تبين قضاء ما لا تقل نسبته عن 40 % من الطلاب لفترات لا تقل عن 5 ساعات يوميا أمام هواتفهم الذكية، و إن كانت الطالبات أكثر استخداما لها من الطلبة الذكور، في حين كان الطلاب الذكور أكثر استخداما للألعاب الالكترونية من الإناث.

و أخيرا، أوضحت النتائج أن غالبية أفراد العينة تمارس عليهم رقابة و أودية فيما يتعلق باستخدام الأجهزة الإلكترونية، أو على حساباتهم على شبكات التواصل الرقمي و الشبكي، و أن هذه الرقابة لا تسبب أي إزعاج للغالبية العظمى من الطلاب، كما يرى ما نسبته 75 % من المستجيبين أن هناك اهتماما من قبل الوالدين أو أحدهما على الأقل بمعرفة ماهية هذه الاستخدامات.