معوقات تأهيل الأحداث الجانحين

Abstract AR

حظيت ظاهرة جنوح الأحداث باهتمام علماء الاجتماع و لا سيما أولئك المعنيين بعلم الاجتماع الجريمة و قد وقع الاختيار على دراسة موضوع معوقات تأهيل الأحداث الجانحين "لعدة أسباب نذكر منها : القيام بدراسة ميدانية أثناء إعدادنا لمذكرة رسالة الماجستير بعنوان : "الأساليب التربوية و أثرها في إعادة تأهيل الأحداث الجانحين" و قد توصلنا بأن هناك من الأحداث من لم يتم تأهلهم للاندماج الاجتماعي و انطلاقا من هذه أردنا البحث عن أهم معوقات تأهيل الأحداث الجانحين خاصة في ظل ما هو متوفر من إمكانيات و وسائل مادية و أساليب تربوية داخل مؤسسات إعادة التربية الخاصمة بفئة ((إناث)) و ((ذكور))، كذلك لما لمؤسسات إعادة التربية الخاصة بالأحداث من دور كبير تؤديه في تعديل و علاج سلوك المنحرفين أو الجانحين من الأحداث الذين يمثلون شريحة هامة من المجتمع.

و هذه الدراسة كغيرها من الدراسات و الأبحاث تقع ضمن دراسات علم الاجتماع التربوي و علم الاجتماع الجريمة و هي عبارة عن محاولة لتوصيف و تحديد أهم المعوقات التي تحول دون بلوغ الأهداف المسطرة من طرف أعلى الهيئات المسئولة و الخاصة بميدان التربية و القانون رغم ما توفره من إمكانيات بالغة الأهمية بداية بمؤسسات إعادة التربية المتواجدة عبر مختلف مناطق الوطن إلى غاية الوصول إلى المصلحة الموجودة على مستوى مديرية النشاط الاجتماعي في كل ولاية و الخاصة بالمتابعة اللاحقة للأحداث الذين يستفيدون من الإفراج أو الذين هم في حالة خطر معنوي لأجل مراقبتهم و مواصلة الاعتناء بهم و ملاحظتهم عبر مدة من الزمن إلى أن يستعيدوا جميع قواهم الاجتماعية و النفسية للاندماج داخل المجتمع.

من جهة أخرى فإن الدراسة تسعى إلى البحث في مسألة الرعاية اللاحقة كفكرة جوهرية من زاوية غيابها أو قصورها و أثرها على الحدث حيث يمثل هذا العنصر حجر الزاوية في الموضوع لأنه يعتبر أول إجراء يمكن أن يمارس مع الحدث خاصة بعد استفادته من الإفراج من قبل المصلحة الخاصة بذلك أو من قبل أسرة الحدث، كما تجدر الإشارة إلى معوقات أخرى لا تقل أهمية لكنها ليست معنية بنفس المرحلة التي سوف نسلط عليها الضوء في الدراسة و مثال ذلك الأثر الذي ينتج عن تضمين السجل العدلي للسوابق القضائية بالنسبة للمفرج عنهم و كذلك مسألة تأهيل و تكوين موظفي السجون و تلقيهم العلوم الإنسانية المرتبطة بعملهم كمربين مشرفين على الأحداث.