الخطاب الشعري و أبجديات التحليل البنيوي : قراءة نسقية في قصيدة غرباء لسميح القاسم

Abstract AR

غدا النص الأدبي بؤرة اهتمام المناهج النقدية على اختلاف طبيعتها و منطلقاتها الفكرية و أطرها المرجعية، و مفاهيمها النظرية، و آلياتها الإجرائية، و إن دل ذلك على شيء إنما يدل على أن النص الأدبي يتوافر على إمكانات لغوية و أسلوبية و دلالية و بلاغية ثرة، و يطفح بقيم شعورية و تعبيرية دسمة تغري بالإقبال عليه لتقصي ظواهره و قيمه.

و مما لا شك فيه أن اللسانيات المعاصرة-فضلا عن جهود الشكلانيين الروس-أسهمت بقسط وافر في تخلق الوعي النسقي الذي تمثل موقفا متمردا و رافضا لنمط المقاربات السياقية التي كلفت بقراءة النصوص في ضوء المؤثرات الخارجية (النفسية و الاجتماعية و التاريخية ...

)، و تعد البنيوية نموذجا للمقاربات النسقية، فهي منهج شمولي انبثقت منه أغلب المناهج المعاصرة و تخلفت في إطاره أبرز النظريات الخاصة بتحليل الخطاب، و قد تواشجت النظرية البنائية التي نشأت في مجال الدراسات النقدية بفرنسا، في الستينيات من القرن العشرين في الفكر المعاصر ؛ مع كافة فروع المعارف البشرية.

يسعى هذا البحث إلى تقديم مقاربة نصية لأحد قصائد الشاعر الفلسطيني سميح القاسم (قصيدة غرباء) في ضوء المنهج البنيوي، محاولا الوقوف عند شتى البنيات و الأنساق الداخلية التي يتألف منها هذا النص كالبنية الدلالية و البنية المكانية و البنية الزمانية و البنية التصويرية و البنية الإيقاعية، فما مدى قابلية هذا النص الشعري للمقاربة النسقية التي لا تحفل بالظواهر الخارجية.