الصفات الصوتية لأحرف الزيادة و أثرها في زيادة المعنى عند ابن جني (ت 392ه)‎

Abstract AR

إن الزيادة مظهر من مظاهر القوة في الأداء اللغوي، فهي أسلوب من أساليب التوكيد و المبالغة يلجأ إليه المنشئ لتمكين المعنى، و لما كانت أصوات المخرج بالواحد تتمايز في موضعها تبعاً لصفاتها الصوتية، لجأ البحث الصوتي إلى دراسة الصفات الصوتية للحرف ؛ لتمييز الأصوات المشتركة بمخرج واحد، و يعتمد في ضبط صفات الحرف على كيفية مرور الهواء، و التجاويف، و أوضاع الأوتار الصوتية.

إن مبحث الصفات الصوتية للأصوات العربية مبحث عميق و قديم بدأه القدماء، فأعطوا لكل حرف صفة صوتية خاصة، ينماز بها عن غيره من الأصوات، و واصله علماء التجويد و أضافوا عليه توضيحات و تقسيمات متعددة، و سيعالج البحث بعض الصفات الصوتية التي انمازت بها أحرف الزيادة المتعارف عليها عند علماء الصرف و التي عدتها (عشرة) أحرف، أولها صوت الهمزة و آخرها صوت الألف على المشهور في ترتيبها بلفظة ((سألتمونيها)).

تعرف الصفة لغة بأنها ((الحلية، و الوصف أن تصف الشي بحلبته و نعته))، أما في الاصطلاح فإن علماء الأصوات لم يحزموا القول في تحديد مفهوم الصفة الصوتية، و لم يعطونها تعريفا واضحا، فقال علماء التجويد بأنها ((كيفية عارضة للحرف عند حصوله في المخرج، و تتميز بذلك الحروف المتحدة بعضها عن بعض))، فهي الظواهر الصوتية التي تحدث عند حال إنتاج الصوت اللغوي.

و قد اختلف علماء العربية في استعمالهم للمصطلحات الخاصة بصفات الحروف للدلالة على مجموعة السمات الصوتية التي يمتلكها كل صوت، فمنهم من اكتفى بذكرها في معرض حديثه عن مخارج و صفات الحروف، كسيبويه مثلاً الذي ذكر صفات الحروف فقال : ((هذا باب و مجهورها و أحوال مجهورها و اختلافها ...

)).

أما ابن جني فقد عبر عن صفات الحروف بـ ((أجناس الحروف)) فقال : (اعلم أن للحروف في اختلاف أجناسها انقسامات نحن نذكرها ...

)، أي : أن تقسيم الأصوات إلى أجناس عنده كان بحسب صفاتها.

لقد ذكر الخليل مجموعة من الصفات الصوتية للحروف العربية أطلق عليها "الألقاب المخرجية" نسبة لمخارجها فسماها (حلقية، و لهوية، و شجرية، و أسلية، و نطعية ...

)، و هذه الأسماء ((تتعلق بموضوع المخارج أكثر من تعلقها بموضوع الصفات التي تعبر عن كيفية تكون الأصوات في مخارجها))، و هناك أيضا الألقاب التي يعبر بها عن معنى صرفي مثل أصوات الزوائد، و الإبدال، و أصوات العلة، إلا أن علماء الأصوات قد استقرت دراساتهم على ست عشرة صفة صوتية و هي الصفات التي ذكرها سيبويه من قبل، و التي سيعالجها البحث.