أثر الحدث في السياق و استجابة الفعل المعماري

Abstract AR

يعالج البحث موضوعا فلسفيا لطالما تضطلع به العمارة كرد فعل معماري ؛ نيابة عن أفعال الواقع الأخرى في استجابته أو موقفه من (الحدث) الذي يحصل في السياق.

إن مشكلة البحث هي : كيفية استجابة الفعل المعماري للحدث في السياق، و ذلك بالاعتماد على الفرضية التي يتبناها البحث و التي تنص على وجود علاقة بين الاستراتيجية الثلاثية للقراءة (التفسير و التأويل و التفكيك)، و بين الاستراتيجية الثلاثية للاستجابة (الإحياء و التجديد و الإصلاح).

و لبيان ذلك بنى البحث إطارا معرفيا لمفردات : الحدث و الاستجابة و الفعل المعماري، ثم استخلص أهم المفردات المرتبطة بها و العلاقات الممكنة منها.

و وفقا لهذه المفردات قام البحث بتناول طروحات بعض المعماريين العالميين، ثم تحليلها وفقا لفرضية البحث، وتوصل إلى أن : كل من الحدث و الاستجابة و الفعل المعماري هي مفاهيم فلسفية ؛ يمكن لكل منها قراءة الآخر ؛ بل إن الاستجابة و الفعل المعماري كل منهما يكون حدثا بذاته في مرحلة لاحقة، و هذا يعني أن الفعل المعماري يمتلك فرصة توفق الحدث فيزياويا ؛ ليكون بعد ذلك هو الحدث، و لتكون قراءته كذلك حدثا في السياق.

و هكذا تتوالى الأحداث و تتوالى الاستجابات و يتوالى تجسيد الفعل المعماري.

و الذي يبقى هو المحرك في قراءة الأحداث و تجسيدها، فهو يعبر عن مدى وعي المجتمع بالأحداث، و مدى التعبير عنها، و مدى صدق الموقف منها ؛ و هذا ما لا يتاح لأي فعل مؤثر آخر بهذا الشكل.

و اتضح أيضا أن قراءة الحدث تتنوع عند المعماري الواحد و في آن واحد أيضا، و كذا الاستجابة، و بالتالي يتنوع الفعل المعماري، و لعل الواقع المعماري العراقي المعاصر ؛ بأشد الحاجة إلى الوضوح في قراءة الحدث، و إلى الصراحة و الصدق في الاستجابة عند الفعل المعماري للمعمار العراقي.