فلسفة الحكم في الأتاتركية و مفهوم السلطة في الجمهورية التركية

Abstract AR

تختلف تركيا عن باقي الأقطار الإسلامية و العربية المستقلة بعد انقضاء الدولة العثمانية من وجوه كثيرة، أهمها أنها الوريثة للإمبراطورية العثمانية التي ظلت لقرون عدة القوة العظمى في هذا العالم، و كما أن هذه الإمبراطورية كانت تعد دولة أوروبية فقد ظلت تركيا تعتبر نفسها جزء من أوروبا ؛ فهي عضو حاليا في منظمات غرب أوروبا، مثل منظمة التعاون الاقتصادي، و مجلس أوروبا، إضافة إلى حلف شمال الأطلنطي (NATO).

وقوف تركيا كمانع سياسي من وصول روسيا إلى المياه الدفيئة عبر البسفور و الدردنيل جعلها محل اهتمام الدول الأوروبية التي ترغب في أن تظل روسيا حبيسة اليابس الأوروبي الأسيوي بعيدا عن خطوط مواصلات غرب أوروبا إلى المحيط الهندي عبر البحر المتوسط، و من ثم فقد سارعت أوروبا إلى توثيق العلاقات بتركيا ذات الحدود الطويلة مع روسيا بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية التي وقفت طويلا كمانع عسكري في وجه روسيا، كما أن تركيا في الوقت نفسه تمتاز باستقرار داخلي سياسي.

باستثناء المشكلة الكردية، و قوة حربية يعتد بها، و هو ما يميزها عن كثير من الدول الوريثة للإمبراطورية العثمانية.

إن أجواء كتلك تمكن للدولة أية دولة مناخا صحيحا للتفكير و التخطيط السياسي، بل تؤهل للتطور في تطبيقاته ؛ إذ لا يحتاج المفكرون و الساسة لتحقيق التقدم أكثر من استقرار داخلي نسبي، و تنوع ثقافي و اختلاط فكري و سياسي و ممارسة ذلك مع نظراء متقدمين في هذا المجال، و هو الأمر الذي لم يتوفر كاملا لكثير من دول المنطقة.