تجليات الذات في نتاجات الشعراء الكلاسيين : قصائد دنشواي نموذجا

Abstract AR

يقوم هذا البحث على نقد بعض الأفكار النقدية التي شاعت في نقدنا العربي الحديث، حيث تداول النقاد ومؤرخو الأدب مقولات تصف نتاجات الكلاسيين العرب بأنها أشعار "مناسبات" لا تظهر فيها شخصية مبدعها، وهم يعتقدون بأن نتاجات الشعراء الكلاسيين من التشابه بحيث لا يمكن تمييز أشعار بعضهم عن بعض، لا في المضمون ولا في الشكل!.

يرى الباحث أن هذه الأحكام النقدية غير مؤسسة على استقراء تام لنتاجات الكلاسيين الشعرية، كما يرى أن بعض هذه الأحكام كانت غير موضوعية.

وفي سبيل إثبات صحة رؤية الباحث، قام بدراسة ثلاث قصائد شعرية في مناسبة تاريخية وسياسية واحدة، هي حادثة دنشواي، ولثلاثة من زعماء الشعر الكلاسي في مصر، هم " أحمد شوقي "، و"حافظ إبراهيم "، و" أحمد محرم ".

وفي دراسته حاول أن يكشف عن جوانب الشخصيات المتباينة بين الشعراء الثلاثة، سواء في السيرة الذاتية المختصرة لكل شاعر، أو في الأسلوب الفني المقروء في قصائدهم، أو في الرسالة الفكرية التي بثها كل شاعر منهم خلال عمله الفني.

اتخذ الباحث مناهج عديدة في معالجة بحثه: نفسية واجتماعية وفنية، فجاء المبحث الأول ليناقش: (مصطلح المناسبة: تعريف وتحقيق)، كما جاء المبحث الثاني ليتعرف مصطلح: (الشخصية وقراءة التفرد)، بينما جاء المبحث الثالث ليعطي نبذة مختصرة عن حادثة دنشواي وأثرها في الشعر الكلاسي في مصر تحت عنوان (في أجواء الحادثة التاريخية)، ثم شرع في مباحث ثلاثة يدرس شخصية كل شاعر، ويؤكد تميزها من خلال قصيدته، فكانت دراسة الشاعر دالة على شخصية ثائرة، تتميز بوضوح الرسالة وقوتها " فجاء المبحث الرابع تحت عنوان: (أحمد محرم الشاعر " الثائر" ).

وجاء المبحث الخامس، ليكشف عن شخصية الشاعر (حافظ إبراهيم) في تمردها المشوب بالخوف والحذر، والتي جعلت قصيدته تتسم بالمراوغة تحت عنوان: (حافظ إبراهيم " تمرد مشوب بالخوف والحذر")، بينما جاء المبحث السادس ليكشف عن شخصية أحمد شوقي في تأثرها بالضغوط السياسية وسلطة القصر، تحت عنوان: (" أحمد شوقي سجين القصر" ).