الوسائل السلمية في علاقة الدولة السعودية الأولى بإشراف مكة المكرمة

Abstract AR

تضمن هذه الدراسة الوسائل السلمية في علاقة دولة حديثة النشأة مع سلطة حاكمة لها يعد ديني وشرف في النسب وتحكم أرضا مقدسة، مما يجعل التعامل معها يشوبه الحظر قدرا ومكانة من جهة، ومراعاة الوضع الاجتماعي والسياسي من جهة أخرى، واحترام الأرض المقدسة عن جهة ثالثة، وهذا هو مجال دراستي المعنونة (الوسائل السلمية في علاقة الدولة السعودية الأولى بأشراف مكة المكرمة)، وتكمن أهمية هذا الموضوع في أنه يرصد توجهين متعارضين، فريق يسعى جاهدا إلى تعزيز علاقة السلم مستخدما جميع الوسائل الهادية إليه، وفريق أخر يحاول جاهدا التأنيب والتهديد مستخدما التصعيد في العديد من المواقف لعل من أهمها منع الفريق الأول من أداة ركن من أركان الإسلام وهو الحج.

وقد تناولنا في هذا الموضوع الحديث عن موقف أشراف مكة المكرمة من قيام الدولة السعودية الأول ثن إرسال العلماء من نجد إلى مكة المكرمة لإيضاح حقيقة الدعوة الإصلاحية وما تنادي به الإضافة إلى ذكر حملات حكام الحجاز ضد الدولة السعودية، وأخيرا ضم مكة المكرمة ودخول القوات السعودية إليها دون قتال.

وقد تم الاعتماد على مصادر أولية من وثائق ومخطوطات ومؤلفات العاصرين وكذلك بعض المراجع الحديثة ذات الأهمية التاريخية والعلمية، وختامنا توصلت الدراسة إلى أن أشراف مكة المكرمة وقفوا موقفا سلبيا من الدولة السعودية الأولى ونأصبوها العداء إلى أن أئمة الدولة اتبعوا الوسائل السلمية معهم عن طريق المفاوضات وإرسال وفود العلماء مظهرين حسن النوايا والرغبة في السلم وإقرار الأمن في أظهر بقاع الأرض وأقدسها حيث حرصوا على عدم اللجوء إلى الحرب والقتال متنازلين عن استثمار فرص عديدة منحت لهم لتحقيق أمنياتهم في أداء فريضة الحج حتي تحقق لهم ذلك سلما دون قتال.