العرف المغولي و انعكاساته على المجتمع العراقي

Abstract AR

مثلت التجمعات البشرية التي استوطنت العراق أولى المجتمعات التي أنشأت أقدم الحضارات الإنسانية كونها تقع على مفترق طرق التجارة العالمية القديم، فضلا عن وجود نهري دجلة والفرات فيه مما جعل من أراضيه واحده من أخصب بقاع الأرض آنذاك و و من ذلك سمي ارض السواد، فكان مطمعا للغازين وغايتهم المنشود، مما جعل هذه المجتمعات المتعاقبة تعيش حالة من الضغط المستمرة عهدي الحرب و السلم ، إذ تكون في حالة استنفار دائم نتيجة وقوع غزو، أو تحسبا لوقوعه ،لذلك كانت خيرات العراق نقمة على سكانه طيلة عهوده التاريخية و شكلت (بلاد ما بين النهرين) ثقلا سياسيا ، و فكريا على مدى تاريخه الطويل استطاع خلاله دفع الأخطار الخارجية عنه لعهود طويلة، لكنه و بحلول العام 539 ق.

م و سقوط الدولة البابلية بيد الفرس، أصبح العراق خاضعا للاحتلال الأجنبي لمدة تزيد عن ألف عام ،مما ترك آثارا عميقة في المجتمع و الشخصية العراقية ، و لسوء الحظ انه لم يخضع لاحتلال واحد و ائما للاحتلالين في ذات الوقت و فكان الجنوب الشرقي منه بيد الأسر الفارسية الحاكمة في ايران أما الشمال الغربي فكان خاضعا للرومان و من بعدهم البيزنطيين، مما رسخ حالة رافقت غالبية المجتمع العراق و هي تبدل الولاءات، و فكلما انتصر طرف محتل على حساب الطرف الثاني حتى وجد احد نصفي الشعب العراقي نفسه مجبرا على تبديل ولاءه للطرف المنتصر ، مما اكسبه شخصية مزدوجة، ترسخت بمرور الزمن، و هذه الشخصية ليست حكرا على العراقيين ، و إنما تتسم فيه و تكون أكثر حدة و وضوحا لديه، و هذا الانقسام في الولاء بين موالي للفرس، و قسم آخر موالي للروم تحول بعد دخول العرب المسلمين العراق، إلى انقسام طائفي سني شيعي ،تتضح ملامحه على ارض العراق أكثر من غيرة