النزعة الخطابية في شعر الخوارج : دراسة في ضوء النقد الثقافي

Abstract AR

تقدم هذه الدراسة تصورا جديدا للنص الشعري الخارجي، انطلاقا من أطروحات التحليل الثقافي التي تهدف إلى الكشف عن الأنساق المضمرة و وظيفتها في البنية النصية للنصوص الأدبية.

و لما كانت بنية شعر الخوارج تتضمن العديد من المضمرات النسقية التي تتعلق بنظرة الشاعر الخارجي تجاه المجتمع أو العصر الأموي-الذي انفرد عن غيره من العصور بالصبغة السياسية المتمثلة بظهور الأحزاب و منها الخوارج الذين تعرضوا لأنواع من الضغط النفسي و السياسي بوصفهم خارجين عن الدين مما انعكس على شعرهم-، فإن الكشف عن هذه الأنساق المضمرة تحليلا ثقافيا عميقا يبين طبيعة الموضوعات التي يمكن ان تنتجها هذه الأنساق.

إن استبطان شعر الخوارج يمنحه ميزة التعدد القرائي و التأويل الثقافي، و هذا بدوره سيسهم في فهم الأبعاد المعرفية للمجتمع الأموي، لاسيما إذا علمنا أن المجتمع الأموي قد دخل في معارك حربية، و نزاعات قبلية، و في مخاصمات أدبية و شعرية، عكست كلها ثقافتها و مفهوماتها على الشعر و توهجه .

انطلاقا من التركيز على قيمة النسق المضمر و فاعليته داخل النص الشعري، فإن الدراسة ستنتظم في تمهيد و مبحثين.

أما التمهيد فيتعلق بقراءة الأنساق في النصوص الشعرية وفق رؤية مغايرة لما هو متعارف عليه في النقد الثقافي الذي- كما يرى بعض الدارسين-يتخذ من الجمالي وسيلة شكلية لإضمار القبيح ومن ثم فهو يهتم بإظهار القبحيات فقط، في حين تهتم هذه الدراسة بإظهار الجمالي و اللاجمالي.

و تتناول الباحثة بالدراسة والتحليل في المبحث الأول ( مركزية النسق الضدي في البناء الشعري) من خلال الثنائيات الضدية التالية : 1- ثنائية الحياة و الموت.

2- ثنائية الحضور و الغياب.

3 - ثنائية الأنا و الآخر .

أما المبحث الثالث فيناقش (مركزية النسق الضدي في الموضوع الشعري) من خلال الموضوعات التالية : 1- صراع الانسان مع الزمن ( ثنائية الماضي والحاضر.) 2 - صراع الانسان مع الانسان و يشمل : أ- فوقية الانثى و دونية الفحل.

ب- فوقية الفحل و دونية الأنثى.

3- صراع الإنسان مع المكان (طللية المكان و ثقافة الحنين)