التنمية في مواجهة التراث: إشكالية التعارض الذي قد ينشأ بين متطلبات مشروعات التنمية وواجبات الحفاظ على التراث المعماري

Abstract AR

برغم أهمية التراث المعماري ماديًا ومعنويًا والجهود التي تُبذل لحمايته، إلا أنه قد يحدث في بعض الأحيان أن تصطدم واجبات الحفاظ عليه مع متطلبات المشروعات التنموية والاستثمارية والخدمية المختلفة، التي تحتاج المجتمعات عادًة إقامتها لتلبية متطلباتها المستقبلية المتزايدة.

إذ قد يستلزم الأمر أو تشاء الظروف إقامة أحد هذه المشروعات بالقرب من أو في نفس نطاق إحدى الأماكن التاريخية، بشكل قد يهددها أو يعرضها للطمس والتجريف والضياع، وذلك في سبيل تحقيق ِر أهداف حيوية وملحة للدولة ترتبط باقتصادها أو بنيتها الأساسية، أو لنيل مكاسب مادية سريعة وأرباحية بالاستفادة من ُمغ ِعُدهُ بمستقبل أفضل.

وفوز أحد الموقع.

حينئذ ذ يقف تراث المجتمع الذي ينبغي حمايته في صراع غير مقبول مع التنمية التي تَ الطرفين في ذلك الصراع سيعود بالضرر حت ًما على الطرف الآخر وعلى المجتمع كله.

فأي تنمية على حساب التراث هي تنمية جائرة، ألن التراث هو حصيلة خبرات المجتمع وتجاربه وجهوده في الماضي، وهي حصيلة ال تُقّدر بثمن.

كما أن أي محاولات لحفظه ال تضع في اعتبارها احتياجات التنمية المستقبلية للمجتمع ستجعل هذا التراث يبدو كعقبة وعدو للتنمية بدًال من أن يكون داف ًعالها.

وتلك هي الإشكالية التي يناقشها البحث، ويهدف من خلال مناقشتها إلى إيجاد الحلول المختلفة التي يمكن تطبيقها لعالج هذا التعارض.

ويعتمد البحث في سبيل ذلك على مناقشة أبعاد المشكلة وتحليل عدد من المحاولات والتجارب العالمية لعالجها، بغرض استقراء أبرز مداخل الحل وصياغة استراتيجية للعالج، ثم مقارنتها بالواقع المحلي لتقدير كفاءة الإجراءات والتدابير التي يتم اتخاذها في مصر لمواجهة مشكلة نزيف التراث، واستكشاف مدى ملاءمة الحلول العالمية للتطبيق حيالها، والعقبات والتحديات التي تواجه هذا التطبيق، وطرح توصيات لمواجهتها.