أثر المؤسسة الدينية المسيحية في قيام الحملة الصليبية الأولى (1095-1099م)‎ و مسؤوليتها في تبني الصورة السلبية عن الإسلام

Abstract AR

كانت البابوية بحاجة الى عدو جديد لتطوير هويتها الجديدة بعد أن خرجت من الاختبار الصعب امام السلطة الامبراطورية و لإعادة توحيد الكنيسة و كان المسلمون الذين يطلق عليهم في أوربا السارسين هم ذلك العدو الجديد، و لحد ذلك الوقت لم يكن لمسيحيي أوربا أي معرفة حقيقية بالمسلمين و لا يعرفون شيئاً عن ديانتهم، و اقتصرت معرفتهم بأن الذي يسيطر على إسبانيا هم السارسين وهم ليسوا نصارى و من ثم فهم و ثنيون، وتم تصوير المسلمين في الأناشيد المآثر بعبدة الأصنام، و عبادة الأصنام افضل مبرر لشن حرب المقدسة تعد واجباً دينياً مسيحياً، وقد استغلت البابوية طلب الدعم العسكري ووجدتها الفرصة المناسبة للتوسع على حساب الامبراطورية البيزنطية في الشرق و السيطرة على الاماكن المقدسة.

هذه الورقة البحثية تتناول الأسباب الداخلية في أوربا و التي دعت المؤسسة الدينية الاقدام على تبرير الحرب الدينية ضد المسلمين في الشرق و إضفاء صفة القدسية عليها و التي عرفت بالحملات أو الحروب الصليبية و التي حدد مدتها (1095-1291)، و لازالت آثارها باقية و تتردد كلما حدث خلاف بين الشرق الإسلامي و الغرب المسيحي، كذلك تُركز على الصورة السلبية للإسلام أبان تلك الحملات على الرغم من ظهوره و انتشاره لحوالي خمسة قرون خلت قبل أن تبدأ اول حملة صليبية.