الدلالة الصرفية عند ابن قتيبة في كتابه المسائل و الأجوبة

Abstract AR

يتناول البحث الدلالة الصرفية في كتاب المسائل و الأجوبة لابن قتيبة الّذي حفل بالعديد من المسائل الصرفية التي عالجها ابن قتيبة ضمن إجابته عن الأسئلة التي سئل عنها في موضوع غريب الحديث، فالكتاب لم يكن كتابا مختصا باللغة أو الصرف و مع ذلك وجدناه قد تعرض لكثير من المسائل اللغوية و الصرفية.

و لا يخفى ما للأبنية الصرفية و هيأتها و مدلولاتها من أهمية في توليد الألفاظ و تنمية الثروة اللغوية لكل لغة من اللغات، فالنظام الصّرفيّ هو المحدّد لوسائل نمو اللغة و تطورها لذا نحاول في هذا البحث رصد الدلالة الصرفية لعدد من الأبنية التي ذكرها ابن قتيبة من خلال بيان العلاقة بين الأبنية الصرفية و معانيها مظهرا في أثناء ذلك أهمية علم الصرف في توليد المفردات التي تؤدي إلى تطور اللغة و توسعها، وقد امتازت العربيّة بصيغٍ كثيرة ذات دلالات مختلفة، وأبنية و اسعة، و التصريف هو الّذي يكشف عن تلك الصيغ و به تتميز المعاني، و الخلط بين صيغة و أخرى يؤدى إلى الانتقال من معنى إلى معنى آخر مغاير له.

وقد تنبه علماء العربية لهذه الدلالة و حظيت باهتمام اللغويين و تناولوها في مصنفاتهم من غير إفرادها بأبواب و فصول مستقلة، فقد أدركوا أن ما تؤديه صيغة ما يختلف عما تؤديه صيغة أخرى، و لكل قسم من أقسام الكلام دلالة فالاسم إذا كان علما يدل على معين و إذا كان مصدرا يدل على الحدث، و الفعل يدل على الحدث و الزمن و الحرف أداة تربط بين الأسماء و الأفعال.

و نحاول في هذا البحث رصد الدلالة الصرفية للصيغ الصرفية التي ذكرها ابن قتيبة متمثلة بالدلالة الصرفية لأبنية الاسماء و المشتقات و الدلالة الصرفية لأبنية الأفعال، فقد ذكر مجموعة من الألفاظ و بين دلالاتها و أوضح أثر اختلاف الصيغ في اختلاف المعاني، و من الأسماء و المشتقات التي بيّن دلالاتها وكيفية اشتقاقها و اختلاف الدلالة بين صيغة و أخرى اسم الفاعل واسم المفعول و أفعل التفضيل و الاسماء المفردة و جمعها، و بيان أصل اشتقاق عدد من المفردات، و ذكر التصاريف المختلفة للكلمة الواحدة و غيرها، أما الأفعال فقد تكلّم عن الأفعال المجردة و المزيدة وكيف تؤدي الزيادة إلى اختلاف الدلالة و من هذه الأفعال ما جاء على صيغة تفاعل و بيان أشهر معانيها كما بيّن الفرق بين فَعَل و فَعَّلَ و بين افعل و افتعل و غيرها.

و كان لابن قتيبة أكثر من طريقة في بيان دلالة كل منها كما مبين في البحث.

و الحمد لله رب العالمين