دلالة كلمة الجبال في القرآن : دراسة بيانية

Abstract AR

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين و على آهل و صاحبته أجمعين وبعد ؛ إن من يتحرى الوقوف على ذكر الجبال في القرآن الكريم، يجد القرآن قد عني عناية كبيرة بذكرها في سياق آياته الكريمة، إذ ذكرها في تسع و خمسين آية، ذكر بعضها بأسمائها الخاصة المعروفة بها، كالطور، و الجودي، و عرفة، و الصفا، و المروة، و ذكر بعضها الآخر باسم الجنس (جبل)، و هذه العناية الشديدة بذكر الجبال تغري الباحث المتطلع في مزيد من البحث لمعرفة السر الذي يكمن وراء كثرة ذلك الذكر للجبال، و قد حاول الباحث ذلك، فوجد القرآن قد وظف الجبال لبيان أمرين اثنين الأول جعلها وحدة قياس لبيان عظم الأمر المتحدث عنه، لأن عظم الجبال معلوم بالنسبة للإنسان.

و بين في الثاني للإنسان مهمة الجبال الأساسية في الأرض و هي المحافظة على توازن الأرض، و هو الأمر الأهم و الأدق في هذا الشأن، لأن علماء الأرض ما زالوا يجهلون القانون الذي تحافظ الجبال بموجبه على توازن الأرض.

و هذا البحث قدم منظورا لكيفية عمل الجبال في حفظ توازن الأرض في ضوء سياق الآيات التي ورد فيها ذكر الجبال و نوع المفردات التي اختارها الله سبحانه للدلالة على ذلك الأمر، فآمل أن يكون قد هداني الله سبحانه و تعالى إلى سر عظيم من أسرار خلقه في هذا الكون العظيم.

أما من حيث خطته فقد نظمت في ثلاثة مباحث و تمهيد و خاتمة، تحدثت في التمهيد عن علاقة الإنسان بالجبال، و جعلت عنوان المبحث الأول دلالة كلمة الجبال في القرآن بصيغة اسم الجنس، و الذات و الوصف، و عنوان المبحث الثاني دلالة الاسم الوظيفي للجبال في القرآن، و أفردت المبحث الثالث لبيان دلالة (جعل و ألقى) في سياق آيات الجبال.

و ذكرت في الخاتمة النتائج التي توصل إليها هذا البحث.