التكافل الاجتماعي في فكر الإمام الصادق عليه السلام

Abstract AR

rctrctلقد وضع معلم البشرية الأول النبي محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) منهجا تربويا متكاملا لتربية الأجيال يكمن للإنسان الإفادة منه في كل زمان و مكان وقد استقاه من وحي القرآن الكريم وأول من مثل تجلياته التربوية و الفكرية و الإخلاقية آل البيت الكرام من الأئمة المعصومين (عليهم السلام) الذين توارثوه فيما بينهم و ساهموا في شياعه و تعليمه للناس و تربيتهم على مبادئه جيلا بعد جيل.

وقد شكل هذا المنهج نظرية تربوية ولاسيما في عصر سادس أئمة أهل البيت المعصومين الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) بوصفه مؤسس مدرسة فكرية و تربوية و علمية تبنت مفهوم التربية الصحيحة شاعت مفاهيمها في العصر الإسلامي بصورة واسعة و أصبحت واجهة حقيقية متميزة للمدرسة التربوية الإسلامية الحقيقية التي عمل من أجلها الرسول الكريم (صلى الله عليه و آله و سلم) التي تهدف لتربية الفرد المسلم و بناء شخصيته و تعليمه.

و يقوم الخطاب التربوي و الأخلاقي عند الإمام على أساس التناغم الديني بين ماكائن وماسيكون مما يحرك الوجدان باتجاه التعرف على المفردات الأخلاقية و التربوية التي تحيي المجتمع و تجعل للمنهج الأخلاقي التربوي متسعاً من التطبيق في حياة الناس، و يعد التكافل الاجتماعي واحدا من المبادئ الإنسانية الرفيعة التي تعني تحسس الإنسان آلام أخيه الإنسان معنوية كانت أو مادية الذي أكد عليه إمامنا الصادق عليه السلام في أكثر من خطاب وفي أكثر من مناسبة لما له من أهمية في تقوية الأواصر الإجتماعية بين المسلمين و تصديقا لقول الرسول صلى الله عليه و آله و سلم ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)).

لذا فقد هدف البحث الحالي تسليط الضوء على هذا المبدأ الإنساني في فكر الإمام جعفر الصادق عليه السلام.