دور الخطاب الديني في تعزيز الهوية الوطنية العراقية : دراسة في خطب الجمعة لمعتمدي المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة

Abstract AR

تعد الهوية الوطنية محصلة نهائية لثقافة الشعب وموروثه الحضاري و مجموعة من المشتركات التي تميز شعب عن غيره من شعوب العالم، و ليس لها ارتباط بالنظام السياسي القائم في وقت ما، بل ان اغلب النظم السياسية تعبر بدرجة ما عن مكنونات هذه الهوية وهي المسؤولة عن تعزيز هذه الهوية او تفتيها الى هويات فرعية لا تلبي طموحات أبنائها، وقد شهد العراق بعد عام 2003 حالة من غياب مفهوم جامع للهوية الوطنية و بروز واضح للهويات الفرعية(العرقية، الطائفية، المناطقية و العشائرية)، و كان على القوى الوطنية مسؤولية إعادة الثقة و تعزيز مفهوم هوية وطنية جامعة، و كانت المرجعية الدينية في النجف الاشرف في طليعة من تصدى لهذه المهمة وادراكها و محاولة انعاشها، عن طريق تبني و دعم التحول الديمقراطي في العراق و بث روح الوحدة و التعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي كونها مثلت صمام الأمان و الخيمة التي ضمت جميع العراقيين.

ينطلق البحث من فرضية مفادها: " ان وجود خطاب ديني معتدل بعيد عن التعصب و متفهم لطبيعة المرحلة التاريخية ومستوعب للتنوع الاثني في العراق سيكون بالتأكيد عامل إيجابي في تعزيز الهوية الوطنية العراقية".

اما الإشكالية التي يطرحها البحث تتمثل في: "هل يوجد مفهوم حقيقي لهوية وطنية عراقوية ؟ وهل كان للمرجعية اثر واضح في خلق مفهوم جديد يسهم في تلك الهوية".

من خلال الخطة المنهجية التي طرحناها ستتضح الإجابة على هذه الأسئلة.

اعتمدنا في دراستنا هذه على مجموعة وثائقية من خطب الجمعة التي تناولت هذا الموضوع التي ألقاها معتمدي المرجعية في كربلاء المقدسة وفي فترات مختلفة (في أعوام 2004، 2007، 2006، 2010، 2015) معتمدين في هذا على وحدة الموضوع بعيدا عن التسلسل التاريخي للخطب.