أثر برنامج إرشادي قائم على الفن في تحسين الاستجابة للانتباه المشترك لدى الأطفال الذاتويين

Abstract AR

تعد إعاقة الذاتوية من الإضطرابات النمائية وهى ليست بنادرة و تمثل نسبة لا يمكن تجاهلها و لكنها لم تنل حظها من الاهتمام على المستوى البحثى، و لكن نجد اهتماما متزايدا بها في الدول المتقدمة وقد زاد الاهتمام.

نسبيا.

بهذه الفئة في البلاد العربية خلال السنوات العشر الأخيرة (محمد خطاب، 2005)، و يضع الدليل التشخيصي و الإحصائي الخامس للاضطرابات العقلية DSM-5)) بالجمعية الأمريكية للطب النفسي APA تعريفا لاضطراب طيف الذاتوية يتفق مع تعريف التصنيف الدولي للأمراض- الإصدار العاشر (ICD-10) بأنها "اضطرابات نمائية منتشرة تتميز بوجود إعاقة في التفاعل الاجتماعي و التواصل، ووجود نماذج نمطية و تكرارية من السلوك و الاهتمامات و الأنشطة" ( Reinvall et al.

، 2016 ).

و يظهر الانتباه المشترك Joint Attention كحلقة وصل محتملة و كامنة بين إعاقة التواصل الاجتماعي و الركائز الأولية للمعرفة في الذاتوية، و يعرف كسلوك تواصلي اجتماعي مبكر يتشارك فيه شخصان تركيز الانتباه على موضوع أو حدث بغرض وحيد هو تقاسم الاهتمام بموضوع مع الآخرين ( Rao & Ashok.

، 2014 )، و يمكن تقسيم سلوكيات الانتباه المشترك إلى فئتين: الاستجابة لمحاولات الانتباه المشترك (RJA) و مهارات المبادرة بالانتباه المشترك " ( IJA ).

(Naoi et al.

، 2008 ) و تعرف الاستجابة للانتباه المشترك بأنها رد فعل لمحاولات الانتباه المشترك من شخص آخر.

(Murray et al.

، 2008)، و تتكون الاستجابة للانتباه المشترك RJA من استجابة الطفل لتوجيه الكبار بإتباع تركيز الكبار عن طريق نظرات العين، و تحول الرأس أو الإشارات، وقد لوحظ وجود إعاقة قوية في الاستجابة للانتباه المشترك عند الأطفال المصابين بالذاتوية، إن الاستجابة للانتباه المشترك لا تكون فقط بمثابة مؤشر قوي للذاتوية، لكن أيضا يمكنها بشكل فريد التنبؤ بالقدرة على اللغة الاستقبالية، كذلك العجز في الاستجابة للانتباه المشترك يعكس عجزا جوهريا في التوجه الاجتماعي (Ma، 2009)ويعتبر الإرشاد بالفن طريقة فعالة في علاج الاضطرابات لدى الفرد الذي يعبر سلوكيا بالفن أكثر من تعبيره لفظيا، فالنشاط الفني يساعد الفرد على التعامل مع من حوله، و يزيد من شعوره بالرضا عن نفسه، و ذلك لأنه يوفق بين الاتجاهات الفردية و الاجتماعية في آن و احد، و الإرشاد بالفن هو تتبع مراحل التعبير التلقائي غير اللفظي الذي يتم من خلاله تحويل دوافع و مكونات اللاشعور لتأخذ أشكالا و رموزا فنية ذات معالم تنفيسية و علاجية، فالفن إذن وسيلة للتعبير الحر غير الموجه و ليس غاية في حد ذاته (رانيا تركي، 2015)، ويوفر استخدام العلاج بالفن مع الأطفال الذاتويين فرصة لوجود أرضية مشتركة بين الطفل الذاتوي و المعالج أو المعلمة، حيث إن الفن يكون مستقلا عن الاتصالات اللفظية، و لكنه يهتم بالاتصالات الأدائية و التفاعلات القائمة على الإشارة، و الإيماءات، و الاستجابات (دعاء سيد، 2015)، و على صعيد ذوي الاحتياجات الخاصة بصفة عامة و الذاتويين بصفة خاصة يتضح أن العلاج بالفن يخرج الأطفال من الاهتمام الضيق بذواتهم إلى رحاب الحياة الواسعة وربما يبدأ كنشاط فردي مستقل كتخطيط ينصرف الطفل بكليته إلى مزاولته على قطعة من الورق و لكن الطفل يخطط لكي ينقل عالمه الداخلي إلى متفرج عطوف، و يرتكز العلاج بالفن لأطفال طيف الذاتوية على اشتراكهم في تنفيذ العمليات الفنية لمعالجة العجز في مجال الاتصال و التخيل و لذا يمكن اعتباره وسيلة للتواصل غير اللفظي حيث يعمل على تقديم العون و المساعدة للطفل الذاتوي ذوي القدرات غير اللفظية المحدودة (أمنية عبد القادر و مصطفي الحديبي، 2013).