أثر بيئة تعلم ذكية في تنمية مهارات فهم النص القرآني لدى طالبات المرحلة الثانوية بمنطقة الباحة

Abstract AR

يعيش المجتمع في العالم الحديث المعاصر طفرة هائلة في التكنولوجية و عالم التقنية المتطورة لتسير حركة التواصل الاجتماعي و تسهيل مهام الأداء المهني و التعليمي و الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي وفي كل المجالات و التخصصات لكن يختلف دور كل مؤسسة في استخدام وتوظيف هذه المستحدثات التكنولوجية و تطويعها حسب كل مجال و تخصص.

و تعيش المجتمعات الإنسانية عصر العلم و التقدم المعرفي فقد اصطبغت أنشطة الحياة بالعلم فلا شك ان الحضارة الحديثة المعاصرة ماهى الإنتاج للعلم و لتطبيقاته التكنولوجية وقد نتج عن الحضارة العلمية المعاصرة العديد من المتغيرات و التطورات السريعة المتلاحقة في شتى مجالات الأنشطة الإنسانية هذه المتغيرات و التطورات تتطلب تنشئة و إعداد أجيال تتميز بصفات عقلية ومواصفات ذهنية تؤهلهم للتجارب مع تطور العلم و التكنولوجيا (مصطفي 2015 ص 45).

و ما من شك في أن تباين الأساليب التعلمية للأفراد تجعلهم يختلفون في تفاعلهم مع المثيرات و الخبرات فبيئة التعلم الجاذبة تثير الفضول لدى المتعلم للتفاعل مع المعرفة من مصادرها المتنوعة و التكيف معها وفق أساليب تعلمية و استراتيجيات خاصة بكل متعلم.

فالمتعلم النشط يميل إلى الحصول على المعلومات و فهمها عن طريق إجراءات عملية تطبيقية كمناقشتها أو تطبيقها أو شرحها للآخرين و يميل إلى العمل الجماعي بينما يفكر المتعلم التأملي في المعلومات بهدوء أولا و يميل إلى العمل الفردي و يتطلب هذا توفير محتوى تعليمي يناسب أسلوب التعلم الخاص به و تهيئة مواقف تعليمية تجعله أكثر نشاطا و فاعلية في العملية التعليمية(رمود 2014 ص7 ).

و من ثم فإن التكيف في تصميم المحتوى الإلكتروني يعمل على تعديل طريقة تقديم المعلومات وفق أسلوب التعلم الذي يميز كل متعلم فيستطع التقدم وفقا لقدراته الخاصة و الحصول على مساعدات و ردود فعل فورية و يتحقق ذلك من خلال توفير بعدين هما: نظام تكيف فردي يجعل لكل متعلم خطة تعلمية قائمة على احتياجاته و اهتماماته و خصائصه و الثاني: بناء نموذج لبيئة التعلم و الذي يتطلب وجود مناخ ملئ بالبدائل المختلفة و المتنوعة للمهام و الاستراتيجيات التعليمية المتاحة (Hong & Kinshuk، 2004، p494).

و القرآن الكريم معجزة الله الخالدة التي لا يزيدها التقدم العلمي إلا رسوخا في الإعجاز أنزله الله تعالى على رسوله محمد صلى الله عليه و سلم ليخرج الناس من الظلمات الى النور و يهديهم الى الصراط المستقيم فكان صلوات الله و سلامه عليه يبلغه للصحابة وهم عرب خلص فيفهمونه بسليقتهم فضلا عن أنهم قد شاهدوا الوحي و التنزيل و عرفوا وعاينوا أسباب النزول ما يكشف النقاب عن معاني الكتاب و لهم من سلامة فطرتهم و صفاء نفوسهم و علو بعضهم في الفصاحة و البيان ما يمكنهم من الفهم الصحيح لكلام الله و ما يجعلهم يوقنون بمراده من تنزيله وهداه " ( الزرقاني 1419ه ص 13 ).

و تأتي اهمية فهم النص القرآني من انه يعد من اهم الامور التي يجب الاهتمام بها لما لها من دور كبير في فهم كتاب الله، قال إياس بن معاوية: "مثل الذين يقرؤون القران وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا و ليس عندهم مصباح، فداخلتهم روعة لا يدرون ماقي الكتاب، و مثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب " ( ابن عطيه، 2001 م، ج1، ص26 ).

و اتقان مهارات فهم النص القرآني تسهم بشكل او باخر في وصولنا الى المقصود و هو فهم كتاب الله عز وجل الفهم الصحيح المستنير، و بذلك يصبح للتعلم اثر و معنى في اذهان الطالبات، فهن يقمن بربط المعاني الجديدة في نص قراني سابق يرتبط بالنص الجديد في بعض المعاني الواردة فيه "من اهم مبادئ التعلم ذي المعنى ان يقوم المتعلم بإدخال المعلومات الجديدة داخل بنيته المعرفية و الربط بينها و بين المعلومات السابقة لتصبح خبرة ذات معنى " ( viola، 2007، p.66 ).

وتولي وزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية اهمية قصوى في الآونة الاخيرة بعملية التعلم ذي المعنى، إذ تتبنى اساليب حديثه في التدريس تركز على استخدام التقنية، " غذ يؤدي استخدامها الى تكييف المنهج مادة و طريقة من حيث السهولة و التعقيد مع قدرات المتعلم، كما تسهم في زيادة عملية التحصيل، خاصة ان ما يقدم ذا معنى يؤدي الى تقدمهم بسرعة و يتذكرون تفاصيل ماتعلموه مدة اطول، علاوة على ذلك انه يقضي على اللفظية في عملية التعلم " ( يونس و آخرون، 1999م، ص 148 ).

و أعدت دراسة (أكرم 2012) دراستها التى استهدفت التحقق من فاعلية توظيف المواقع الاسلامية على شبكة الإنترنت في إتقان مهارات فهم النص القرآني و تنمية التفكير الناقد لدى طلاب الدبلوم العام بكلية التربية و أجرى (خليفة 2013)هدفت إلى التحقق من استخدام طلاب المرحلة الثانوية لاستراتيجيات فهم النص القرآني والوعى بها و من تحقيق معلمى العلوم الشرعية لها و من الاستراتيجيات الحديثة و التى يمكن أن تسهم بطريقة فعالة في فهم النص القرآني لطلاب المرحلة الثانوية التعليم الالكترونى التكيفى.

كما أشارت إلى ذلك العديد من الدراسات و منها دراسة مارا و جوناسين (Marra & Jonassen، 2002، p.

297) و التى توصلت إلى ضرورة استخدام بيئات نظم التعلم التكيفي مع الطلاب منخفضي و متوسطي القدرات كما أوضحت نتائج دراسة جراف (Graf، 2007، p.

179) إلى أن توظيف قابلية التكيف كان له دورا إيجابيا في إدارة نظم التعلم من خلال التركيز على أساليب تعلم الطلاب بتطبيق نموذج فيلدر- سيلفرمن على بعض طلاب الجامعة بالنمسا من خلال تعلم شخصي يتكيف مع خصائص المتعلمين و احتياجاتهم.