تنمية بعض أبعاد القوة الرياضية لدى طلاب المرحلة الثانوية باستخدام استراتيجية دورة التعلم السباعية

Abstract AR

فرضت تحديات القرن الحادي و العشرين ضرورة تطوير العملية التعليمية بحيث أصبحت هدفا إستراتيجيا في ضوء التحولات و التطورات في مفاهيم المعلوماتية و الثورة التكنولوجية فدول العالم المتقدم تعتمد على نظمها التربوية و التعليمية كأداة للتنمية الشاملة و تحقيق ذلك يتطلب تطوير المناهج بشكل عام لاستيعاب متطلبات المستقبل و جعلها مرنة حيث تكون أداة فعالة في إعداد الفرد القادر على الإسهام الفعال في التغيير و تشكيل المستقبل بصورة منشودة لذا نادى التربويون بضرورة الاهتمام بعملية الكيف و خاصة في تعليم الرياضيات.

فالرياضيات كانت و ما تزال أم العلوم الطبيعية و أساسها و يعد التقدم في تعليمها و التطور في تدريسها بابا للتطوير في شتى مجالات الحياة و معيارا لامتلاك مفاتيح العلم المهمة و امتلاك زمامه و تدريس الرياضيات في القرن الحادي و العشرين يحتاج إلى مداخل حديثة تتماشى مع طبيعة العصر الأمر الذي يتطلب إعداد أفراد يمتلكون قدرة على التفكير السليم و المعلومات اللازمة لمواجهة تحديات التقدم المعرفي و التقني.

(الحسنى و الدليمي2011: 172).

و نتيجة للخصوصية التي تتمتع بها الرياضيات حيث إنها من أكثر المواد الدراسية أهمية و حيوية لما تحتويه من معارف و مهارات فقد انعكس ذلك على أهداف تدريسها و تغيرت النظرة إليها من مجرد التركيز على الدقة و السرعة في إجراء العمليات الحسابية و استبدلت بنظرة جديدة تولي اهتماما أكبر بالفهم و التخطيط و البرمجة و عمل النموذج الرياضي وحل المشكلات و إعداد فرد قادر على توظيف المعرفة الرياضية في حل المشكلات الحياتية المختلفة و هو ما يمكن الاستدلال عليه من النماذج المختلفة لأهداف تدريس الرياضيات في عدد من الدول.

(البلوي 2011 11) وقد أشار بدوي (2003 168) إلى أن هناك جهودا عالمية تبذل منذ مطلع الثمانينات من أجل تطوير تعليم الرياضيات و تعلمها و التي جاءت استجابة للدعوات الوطنية و العالمية التي تدعو لإعادة النظر في مقررات الرياضيات و أهداف و استراتيجيات تعليمها و طرق تقويم تعليمها.

و نتيجة لهذه الجهود في تطوير تعلم الرياضيات و تعليمها ظهرت مفاهيم جديدة من أهمها مفهوم القوة الرياضية و الذي فرض ظهوره على الساحة التربوية كثيرا من التغيرات و تطلب ذلك مناهج تتناسب مع هذا المفهوم بجوانبه المتعددة و ما يترتب على ذلك من استراتيجيات تدريسية و أنشطة تعليمية ووسائل تعليمية و طرق تقويم متنوعة تتناسب معه.

تعد القوة الرياضية وفقا للمجلس الوطني لمعلمي الرياضيات بالولايات المتحدة الأمريكية المعيار الرابع للتقويم الرياضي و تشمل المعرفة الرياضية و ما بعدها كما تتضمن عملية تنمية القوة الرياضية عمليات أخرى تستهدف تنمية و تطوير قدرات المتعلم على الاستدلال و التفكير إبداعيا و نقديا بالإضافة إلى القدرة على صياغة وحل المشكلات المألوفة وغير المألوفة.

(NCTM، 2000)ويرى رياني (2013 5) أن القوة الرياضية هي قدرات عامة لدى المتعلمين تمكنهم من جمع و استخدام المعلومات الرياضية باستخدام أساليب عدة منها: الاستكشاف و الحدس و الاستدلال المنطقي وحل المشكلات غير الروتينية و التواصل.

فالقوة الرياضية هي الحد الأقصى من المعرفة الرياضية و تتضمن قدرة المتعلم على: (عبيده 2006 51-52 السعيد 2003 74)§ توظيف معارفه و معلوماته الرياضية لحل المشكلات الرياضية حول الخبرات المعرفية المتبادلة.

استخدام لغة الرياضيات في توصيل الأفكار شفاهة و كتابة.

التحليل و الاستلال الرياضي الذي يتمثل في الاستقراء و الاستنتاج و التقويم و اكتشاف المغالطات و إدراك معقولية النتائج و تبرير الأسباب.

الربط بين جوانب المعرفة و إدراك العلاقات بينها.

التعبير عن التصورات الذهنية المتضمنة بالرسوم و النماذج الرياضية.

إدراك المفاهيم الرياضية و استنتاج التعميمات الرياضية المرتبطة بها.

إدراك الترابطات بين مجالات الرياضيات المختلفة و بين الرياضيات و العلوم الأخرى مما يمكن المتعلم من إدراك طبيعة الرياضيات و مدى فائدتها في المجالات الأخرى.

مما سبق فالاهتمام بتنمية أبعاد القوة الرياضية أصبح ضرورة تفرضها سمات العصر الحالي حيث إنها تتسع لما هو أبعد من مجرد القدرات الرياضية التي تتمثل في الفهم الإدراكي و المعرفة الإجرائية وحل المشكلات بل تتضمن قدرات المتعلمين على الاستدلال والتواصل و الترابط الرياضي وحل الأسئلة الرياضية غير المنطقية بشكل يعتمد على الأدلة و المنطق.

من هنا جاء التفكير في استخدام طرق و أساليب حديثة في التدريس تعمل على تنمية القوة الرياضية لدى المتعلمين من خلال بناء المعارف العلمية من مفاهيم و تعميمات و استخدام مجموعة من المبادئ كمبادئ النظرية البنائية المنطلقة من أفكار "بياجه" في النمو المعرفي.

و التي تعد تحولا في اتجاه التنوع في إستراتيجيات التعلم البنائي التي يقوم المتعلمين من خلالها بعملية الاستقصاء و التي تؤدي بدورها إلى التعلم و تعمل على تحسين القدرات التحليلية لدى المتعلمين و استخدام هذه القدرات في مواقف مختلفة و تساعد على تعلم الحقائق و المهارات و المفاهيم و المبادئ الرياضية و العلاقات المتبادلة بينها و على تفهم الموضوعات بصورة أعمق من هنا جاء اختيار استراتيجية دورة التعلم السباعية Seven E's learning cycle.

فإستراتيجية دورة التعلم تعد تطبيقا تربويا و ترجمة لبعض أفكار البنائية و نظرية "بياجه" في النمو المعرفي و تتكون عمليا من ثلاث مراحل هي: (استكشاف تفسير و تطبيق) المفهوم ثم تم تعديلها إلى أربع مراحل بإضافة التقويم ثم تطورت إلى خمس مراحل هي: (انشغال و استكشاف و تفسير وتوسع و تقويم( و أخيرا تم تطويرها إلى سبع مراحل وهي تمثل إستراتيجية Seven E، s البنائية بمراحلها الآتية: الإثارة و الاستكشاف و التفسير والتوسع و التمديد و التبادل و الفحص.

(زيتون2007455) و تعدد إستراتيجية ” E's7” نموذجا تعليميا يستخدمه المعلم مع المتعلمين بهدف أن يبني المتعلم معرفته العلمية بنفسه حيث يرى كل من إمبو سعيدي و البلوشي (2009 245- 246) أنها تحقق النواتج التعليمية التعلمية نظرا لأنها قائمة على الاستقصاء و إعطاء فرصة للمتعلمين للمشاركة بالأنشطة المعطاة لهم في مجموعات صغيرة في مرحلة الاستكشاف و بالتالي يظهر الدور الفعال و النشط للمتعلمين في عملية التعلم و الذي يحفزهم لمزيد من البحث و التعلم.

من هنا جاءت هذه الدراسة للتحقق من فاعلية باستخدام إستراتيجية دورة التعلم السباعية في تدريس الرياضيات لتنمية بعض أبعاد القوة الرياضية لدى طلاب المرحلة الثانوية.