الزعيم و مكانته الاجتماعية في مصر خلال عصور ما قبل التاريخ و بداية الأسرات

Abstract AR

عرفت مصر الاستقرار بشكل واضح منذ العصر الحجري الحديث و صاحب هذا الاستقرار نشأة القرى و المدن و لا شك أن هذا الاستقرار كان قد تطلب وجود حاكم أو زعيم في كل قرية كي يضمن أمن و سلامة القرية و انتظام الحياة فيها و لقد أوضحت الأدلة الأثرية أهمية الحاكم أو الزعيم سواء من خلال النقوش الصخرية أو من خلال عادات الدفن و مدى ثراء المقابر بما حوته من متاع جنائزي أشار إلى أهمية المقبرة و مكانة صاحبها.

لم يكن الزعيم في عصور ما قبل التاريخ مجرد حاكم للقرية له الكلمة العليا على أهلها فقط و إنما كان أيضا عراف القرية و طبيبها و كان حلقة الوصل بين أهل القرية و بين الإله أو القوة الغيبية العظمى التي يأملوا أن يتصلوا بها من خلال هذا الزعيم و لقد تميز الزعيم بهيئته المميزة و لباسه لاسيما غطاء الرأس الريشي الذي ظهر على رأسه في العديد من النقوش الصخرية بالعديد من مواقع الصحراوات المصرية الشرقية و الغربية خلال عصور ما قبل التاريخ و ما زال زعيم القرية له الدور نفسه و الأهمية في العديد من القبائل البدائية في أفريقيا حتى الآن.

و زعيم القرية إلى جانب كل ذلك كان هو كبير الرعاة في رحلة الصيد بل كان هو الذي يضمن نجاح و ازدياد حصيلة الصيد برقصاته الطقسية و تقمصه لهيئات العديد من الأشكال الحيوانية التي كان أهل القرية يرغبوا في اصطيادها كأن يقلد هيئة وعل أو غزال أو أسد أو يرتدي قناع أو قرون حيوانية بغية إخافة الحيوانات و الإيقاع بها و صيدها.

إذن فزعيم القرية كان بمثابة المحرك للقرية و المدعم لها و المسيطر على أهلها في إيقاع منتظم ليس به أي شذوذ.

و بالتدريج أصبحت سمات الزعيم جزء من صفات الحاكم في عصر بداية الأسرات فكان من الصعب حينئذ أن يتم الفصل بين الزعيم كقائد و الزعيم كحاكم فأصبحت الزعامة أحد أهم صفات الملك الحاكم.