تكفير العصاة و آثاره في تنامي ظاهرة العنف في المجتمع

Abstract AR

لقد جاءت الأدلة قوية و متواترة على وسطية أهل السنة وهي وسطية بين الإفراط و التفريط فكل فضيلة لها طرفان ودائما خير الأمور الوسط فقد جاءت الوسطية في كل شيء حتى في العبادات التي هي علاقة العبد بربه فقد جاءت النصوص كثيرة في ضرورة التوسط و الاعتدال و عدم الغلو وقصة ثلاثة الشباب الذين وفدوا على بيوت أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فلما علموا عبادته و سمعوا أنها عبادة وسطية فكأنهم تقالوها و حكموا على أنفسهم بالتشدد فمنهم من قال: إني أصوم و لا أفطر و الآخر قال: أقوم و لا أرقد وقال الثالث: لا أتزوج النساء فعلمهم النبي صلى الله عليه و سلم و علم الأمة من بعدهم أن وسطية العبادة عند النبي صلى الله عليه و سلم هي سنته فقال (من رغب عن سنتي فليس مني).

وقد غالى بعض المتشددين في دينهم حتى حكموا على أصحاب المعاصي بالكفر و حملوا نصوصا عامة في تعذيب العصاة فحكموا عليهم أنهم مخلدون في النار و هؤلاء المتشددون جلهم من الخوارج الذين خرجوا في أول أمرهم على الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثم خرج أسلافهم بعد ذلك على مجتمعاتهم و استباحوا دماء المسلمين بحجة كفرهم بسبب ارتكابهم بعض الكبائر فساد العنف و الإرهاب و كثرت الدماء بهذه التأويلات الباطلة.

بناء عليه جاء هذا البحث في ثلاثة مباحث كما يلي: 1- تعريف الإيمان و دخول العمل في مسماه.2- وسطية أهل السنة ودورها في شيوع الأمن و السلام.3- الآثار المدمرة لتكفير العصاة على الفرد و المجتمع.