أثر درجة الاهتمام بمتابعة الصفحات الإسرائيلية الموجهة على موقع فيس بوك على تشكيل الصورة الذهنية عن المجتمع الإسرائيلي لدى الشباب المصري

Abstract AR

تنبع إشكالية هذه الدراسة من اهتمام مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي– لا سيما الشباب- بمتابعة الصفحات الإسرائيلة الموجهة على موقع الفيس بوك و ما قد يعنيه ذلك من ضخامة الأثر الذي تتركه مثل هذه الصفحات على الشباب المصري خاصة مع كثرة هذه الصفحات - الرسمية منها وغير الرسمية- و التي توجه بالعربية و تستهدف بشكل أساسي الشباب العربي بوصفه جيلا ليس له معرفة بالاستعمار ولم يمر به ولم يجرب الحرب مع إسرئيل و تعد هذه الصفحات أداة من أدوات الدعاية الإسرائيلية التي تقف و راءها الأجهزة الأمنية و تسعى بشكل مستمر للوصول للجمهور العربي و ذلك في محاولة منها لكسر العزلة المفروضة عليها في المحيط العربي خاصة مع الشعوب العربية - و ليس الأنظمة - من أجل بناء علاقات طيبة مع أفراده فضلا عما تحمله من مضامين متنوعه لرسم صورة إيجابية عن مجتمع مسالم و ديمقراطي و متقدم و قادر على التعايش مع المجتمعات الأخري و تبلغ الخطورة ذروتها عندما يتبنى الشباب هذه الأفكار عن المجتمع الإسرائيلي و تتكون لديهم صورة ذهنية إيجابية عنها.

و من هنا تتمثل إشكالية هذه الدراسة في السعي للإجابة على التساؤل الرئيس التالي: أثر درجة اهتمام الشباب المصري بمتابعة الصفحات الإسرئيلية الموجهة على موقع الفيس بوك على تشكيل الصورة الذهنية نحو المجتمع الإسرائيلي خلاصة النتائج و مناقشتها- أوضحت النتائج أن (42، 5% ) من أفراد العينة قد اهتموا بمتابعة الصحف الإسرائيلية الموجهة باللغة العربية بدرجة متوسطة تتراوح ما بين (2- 4) مرات أسبوعيا.

- كشفت النتائج عن تنوع أسباب الاهتمام بمتابعة عينة الدراسة للصفحات الإسرائيلية الموجهة وجاء في مقدمتها لأفهم كيف يفكر الإسرائيليون حيث عبر مفردات العينة عن رغبتهم في معرفة الآخر بقولهم: "اعرف عدوك و افهمه" فيما يتابعها البعض بهدف الحصول على معلومات متنوعة عن الوضع الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي للمجتمع الإسرائيلي فيما تنخفض نسبة من يتابعون بهدف معرفة تطورات الأحداث من وجهة نظر مختلفة و يكشف ذلك وعي الشباب و أهدافهم من المتابعة فهم يسعون لمعرفة الآخر و طرائق تفكيره و فهم استراتيجياته و لكنهم لا يعتمدون على هذه الصفحات كمصدر أساسي للمعرفة.

- جاءت صفحة "أفيخاي أدرعي" في لصفحات التي تحظى باهتمام العينة حيث تتسم هذه الصفحة بالفورية و عرض المستجدات المختلفة في المحيط الإسرائيلي كما تستعين في المضامين المنشورة بآيات من القرآن الكريم و من التراث القديم فيما جاءت صفحة "إسرائيل بالعربية في المرتبة الثانية".

- على الرغم من سعى إسرائيل من خلال صفحاتها الموجهة عبر فيس بوك لتقديم صورة مجتمع مسالم قوي و محب للسلام إلا أن ذلك لم يحظ بموافقة عينة الدراسة حيث تري أغلب مفردات العينة أن إسرئيل لا تسعى للسلام الذي لا يتوافق مع غاياتها الكبرى المتمثلة في تكوين دولة من نهر النيل إلى نهر الفرات و حكم العالم عبر بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى كما رفضت العينة ديمقراطية المجتمع الإسرائيلي و قوبلت العبارات المتعلقة بكون الإسرائيلي يعاني من الإضطهاد بالرفض الشديد على اعتبار أنه مكون أساسي من مكونات الشخصية الإسرائيلية فهم يتقنون النواح و التعبير عن اضطهادهم لكسب تعاطف العالم معهم.

كما ترفض العينة فكرة أن الجيش الإسرائيلي يعد من أقوى الجيوش و يعتبرون ذلك أكذوبة حيث يرون أن إسرائيل تضع هالة كبيرة من السرية على جيشها كما تتفق توجاتهم مع التقارير الصادرة عن (مركز باحث للدراسات الفلسطينية و الإستراتيجية 2016) و التي أوضحت أن (40% ) من الجيش الإسرائيلي لا ينهون الخدمة العسكرية.

فيما يوافق أفراد العينة على أن المجتمع الإسرائيلي يسوده الفساد فضلا عن كونه مجتمع طبقي و عنصري.

- كشفت نتائج الدراسة الراهنة أن الشخصية الإسرائيلية قد اتسمت ببعض السمات الإيجابية و بأخرى سلبية و إن غلبت السمات السلبية على الإيجابية بواقع (9) سمات سلبية مقابل (6) سمات إيجابية وقد تجلت السمات السلبية في: عدم احترام الآخر العنصرية الجبن الإرهاب الانتهازية التعالي المغرور و عشق المال فيما حددت العينة السمات الإيجابية في: الابتكار الطموح و الوطنية.

- أوضحت نتائج الدراسة أن هناك اتجاها وجدانيا سلبيا من قبل مفردات العينة نحو المجتمع الإسرائيلي حيث عبر مفردات العينة عن عدم شعورهم بالراحة تجاه المجتمع الإسرائيلي كما عارض أكثر مفردات العينة فكرتي أن إسرائيل ليست بالسوء الذى تصوره لنا مجتمعاتنا و شعورهم بالفخر تجاه تقبل الآخر الإسرائيلي كما يشعر أغلب مفردات العينة بالخوف عندما توقع أية اتفاقيات مع إسرائيل.

كشفت نتائج الدراسة عن سيادة اتجاها سلبيا سلوكيا من قبل أفراد العينة نحو المجتمع الإسرائيلي حيث عارض مفردات العينة قيامهم بتشجيع الزملاء على تقبل الآخر الإسرائيلي و السفر لإسرائيل من أجل العمل أو السياحة كما لا تشجع مفردات العينة قيام مشروعات اقتصادية مشتركة بيننا و بين إسرائيل و يتبنون اتجاها ايجابيا نحو المشاركة في ندوات تستهدف مقاومة التطبيع مع إسرائيل.