خطاب الصحف العالمية إزاء أزمة استفتاء إقليم كردستان العراق : دراسة تحليلية لصحيفتي نيويورك تايمز الأمريكية والغارديان البريطانية

Abstract AR

تهدف هذه الورقة البحثية إلى تحليل خطاب الصحافة العالمية بشأن أزمة استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق و كشف أبرز الأطروحات التي تناولت واقع الأزمة و أبعادها المؤثرة على الواقع السياسي العراقي فضلا عن أدوار الفوى الفاعلة التي قدمها الخطاب و الاستراتيجيات الحجاجية التي تبناها منتج الخطاب في عرض أطروحاته و آرائه حول الأزمة.

وتم اختيار عينة من الصحف العالمية الواسعة الانتشار تمثلت بصحيفتي نيويورك تايمز الامريكية و الغارديان البريطانية و للفترة التي شهدت تطورات الأزمة في عام 2017.

اعتمد البحث على التحليل الوصفي و التفسيري للخطاب و كذلك اعتماد بعض أدوات تحليل الخطاب المتمثلة في تحليل الاطروحات و الفوى الفاعلة و الاطر المرجعية للخطاب و مسارات البرهنة.

و يمكن تأشير ابرز نتائج و ملامح هذا الخطاب في النقاط التالية: 1- كشف الخطاب عن تنوع الأطروحات التي شكلت مقاربات للأزمة ما يدل على اهتمامه بجوانب تغطية الأزمة و مقاربتها من مناحي مختلفة فيمكن تاشير طبيعة تناوله للأزمة من خلال تركيزه على السياقات التاريخية و السياسية و الاجتماعية التي انطلق منها في تقديم أطروحاته وقد جاء السياق التاريخي و الإنساني في لجوانب التي ركز عليها الخطاب و نلاحظ مثل ذلك في تقديم الأزمة وفق هذا الإطار كحق تاريخي و إنساني للكرد في اقامة دولة مستقلة لهم وقد تكررت هذه الاطروحة في جوانب كثيرة من المرتكزات الخطابية التي يقوم عليها الخطاب سواء فيما يخص تصوراته الايجابية عن خطوة الاستفتاء و تقديم السياقات التاريخية و الإنسانية و حتى القانونية كحجة لاثبات أطروحاته أو عن طريق استخدام مسارات برهنة تاريخية أو بالاعتماد على تصريحات تدعم أطروحاته.

لذلك يمكن ان نستنتج ان الخطاب حاول ان يطرح الأزمة من منظور إنساني أكثر من كونه منظورا سياسيا يعكس الواقع السياسي العراقي و نرى ذلك يتمثل في أطروحات ترى في الاستفتاء حقا إنسانيا و تاريخيا للكرد و التي جاءت في مقدمة اهتمامات الخطاب بواقع (22) اطروحة و بنسبة (29.3% ) من اجمالي أطروحات الخطاب في الصحيفتين و يمكن ان نفسر ذلك إلى ان القيم اللبرالية التي يؤمن بها النظم إعلامية الغربية انعكست على طبيعة تناول خطاب الصحيفتين للأزمة لاسيما وان كلا الصحيفتين ينتميان إلى النظام ذاته الذي يمثل النظم الديمقراطية اللبرالية.2- بالنسبة للقوى الفاعلة فقد جاء رئيس إقليم كردستان كأكثر القوى الفاعلة التي ركز عليها الخطاب نظرا لدوره الرئيس في الأزمة و كانت تصورات الخطاب عنه بشكل عام ايجابية بواقع (73) دورا كان منها (69) دورا ايجابيا و (4) سلبية فقط فضلا عن التصور الايجابي للقوى الفاعلة في الحكومة العراقية التي جاءت بواقع (37) دورا منها (11) ايجابي و اربعة ادوار سلبية و كذلك القوى الفاعلة الأمريكية متمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية التي وردت في (27) دورا جاء (17) دورا ايجابيا ما عدا (9) ارتبط بصفات سلبية فيما جاءت تصورات الخطاب سلبية عن القوى الفاعلة المتمثلة بدول الجوار.

و يمكن ان نفسر ذلك في ان الخطاب يعكس تناقضا في تقديم ادوار قطبين متناقضين في المواقف وهما الحكومة العراقية و ادارة حكومة كردستان فهو في الوقت الذي يقدم تصورا عاما يتسم بالايجاب عنهما نراه في سياق أطروحاته ينحاز إلى فكرة الاستقلال الكردي و يقدمها في سياقات تبريرية متنوعة و يمكن ان نفسر ذلك في ان الخطاب كان ينطلق من مرجعيات متباينة في تفسيره للأزمة لاسيما وان هناك أفكار طرحها كتاب ينتمون إلى القومية الكردية التي سادت تصوراتهم الايجابية عن القوى الفاعلة الكردية فيما انطلقت مرجعيات الخطاب في تصوراتها للحكومة العراقية من مرجعيات سياسية تتوافق مع رؤية و اتجاه النظام السياسي الذي ينتمي إليه النظام الإعلامي لكل من الصحيفتين فكلتا الصحيفتين يعكسان يعكسان الموقف السياسي الأمريكي و البريطاني الذي جاء تصور الخطاب عنه ايجابيا في حرصه على وحدة العراق و دعوته الكرد إلى إلغاء أو تأجيل الاستفتاء.