اعتماد الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات و حدود الاغتراب المترتبة عليه : الفيس بوك أنموذجا

Abstract AR

مع إيماننا المطلق بدور و أهمية التعاطي مع مواقع التواصل الاجتماعي في الحياة المجتمعية اليوم فأن هذا التعاطي حمل في طياته العديد من الجوانب السلبية التي باتت تؤرق المهتمين بهذا الشأن ولاسيما علماء الاجتماع و النفس و الإعلام وغيرهم و ظهرت دراسات عديدة البعض منها عالج موضوعات التربية و الأخلاق و الدين والموضوعات السياسية و الاقتصادية و البعض منها عالج الموضوعات التي تتعلق بشأن الإعلامي و ما زالت المعركة محتدمة الصراع بين من يؤمن بأن هذه المواقع أصبحت وسائل إعلامية و بين من يرى العكس لافتقادها بعض عناصر الاتصال كما ركزت دراسات أخرى على استخدام الجوانب الدعائية و اليات التعرض و قياس التأثير و الاتجاهات.

.

.

الى أخره، و هناك دراسات ركزت على الوسيلة و أخرى على الجمهور او على الاثنين معا كما خاض الكثير من الباحثين و الدارسين في مسألة استخدام المناهج و النظريات المناسبة للتعاطي مع هكذا نوع من الدراسات مع الأخذ بنظر الاعتبار الصعوبات التي تواجه الباحثين في استخدام مجتمعات البحث و أنواع العينات و غيرها.

لكن ما يميز دراستنا هنا هو الجمع بين استخدام هذه الوسائل و تأثيراتها من الناحية النفسية متمثلة بعنصر الاغتراب الذي أصبح اليوم يعبر بشكل صارخ عن طبيعة النفس البشرية نتيجة هذا الكم الكبير من تعرض الإنسان الى وسائل الإعلام المختلفة و تأثيرها على سلوكه و اتجاهاته وقيمه وموروثه في حالة من الوصول الى الانفصال بين الإنسان و ذاته و مجتمعه على اعتبار ان الاغتراب يحمل في طياته نوع من الصراع الداخلي النفسي عند الإنسان و هو حالة يعاني من خلالها الفرد الى انفصاله عن الواقع المعاشي مما يجعله يبني لنفسه كيانا معينا و تصورا خاصا عن الأشياء و هو نوع من العزلة فتكون النتائج سلبية على الفرد و على المجتمع لاتخاذ خطوات قد تكون غير صحيحة.

و من هنا فأن مشكلة هذا البحث تنطلق من دراسة ظاهرة الاغتراب كظاهرة لها جذورها و أثرها الفعال والواضح في صميم الإنسان و أصبحت تؤثر تأثيرا واضحا على مجمل حياته و تضفي عليه زيادة في التوتر و القلق و الإحباط و يقوده الى حالة الانفصام شيئا فشيئا عن ذاته و عن محيطه و ارتباط هذه الظاهرة باستخدام هذا الجمهور لمواقع التواصل الاجتماعي لذا فأن البحث يبحث عن دراسة و فهم العلاقة بين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الجمهور و الاعتماد على المعلومات المستقاة منها و علاقتها بالاغتراب و التعرف على المدلولات التي تؤدي الى حصول الظاهرة سياسيا و اقتصاديا و نفسيا خاصة بعد الزيادة الملحوظة لاستخدام وسائل التواصل بشكل غير مسبوق في هذه الايام.