رؤية الخبراء لدور صناعة الإعلام في تعزيز نموذج اقتصاديات المعرفة في المجتمعات العربية و اتجاهاتهم نحوها كأحد مصادر القوة الناعمة في هذه المجتمعات

Other Title(s)

Experts vision of the role of media industry in promoting the model of knowledge economics in Arab societies and their attitudes towards it as one of the sources of soft power in these societies

Time cited in Arcif : 
1

Author

غالي، محرز حسين محرز

Source

المجلة المصرية لبحوث الإعلام

Issue

Vol. 2019, Issue 66 (31 Mar. 2019), pp.1-131, 131 p.

Publisher

Cairo University Faculty of Mass Communication

Publication Date

2019-03-31

Country of Publication

Egypt

No. of Pages

131

Main Subjects

Media and Communication

Topics

Abstract AR

لا شك أن صناعة الإعلام – بما تمتلكه من استثمارات ضخمة و بما يتوافر لها من تكنولوجيا و تقنيات الإنتاج المتطورة و كذلك بما لديها من بنى تحتية و مؤسسية هائلة و من عناصر بشرية تتمتع بمهارات و قدرات وسمات إبداعية خاصة – و بما تحققه من عائدات و أرباح و كذلك بما تستوعبه من أعداد للعاملين في قطاعاتها و مجالاتها المختلفة و الأهم بما تمارسه من وظائف و أدوار واسعة التأثير – تمثل إحدى أهم الصناعات المؤثرة و الفاعلة في حركة المجتمعات و تطورها و نهضتها وفي دعم جهود التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية بها خاصة تلك المجتمعات التي تدرك جوهر هذه الصناعة و خصوصيتها و أهميتها على المستويات المختلفة: السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية.

و لا شك أن صناعة الإعلام في العالم العربي بمختلف أقطاره – كانت و لا تزال – تمثل أحد أهم محركات القوة الدافعة لهذه المجتمعات سواء كان ذلك إبان مراحل الاستقلال الوطني و السعي للتخلص من هيمنة القوى الاستعمارية أو في مرحلة ما بعد الإستقلال ودورها البارز في مساندة برامج التنمية الوطنية وفي دعم جهود الشعوب و الحكومات في محاولة النهوض و تحقيق متطلبات التحول السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي.

قد نتفق أو نختلف حول طبيعة الأدوار والوظائف التي مارستها وسائل الإعلام خلال الحقب الزمنية المختلفة و حدود تأثيرها و لمصلحة من كانت تعمل ولمن تخضع توجهات سياساتها الإعلامية و من يديرها و يسيطر عليها و مدى قدرتها على التعبير عن هموم الجماهير و مشاكلها في مواجهة السلطة السياسية وقد نتفق أو نختلف على ما آلت إليه أوضاعها خلال العقود الثلاثة الأخيرة إلا أن الأمر الثابت و الحقيقة التي لا مفر من التسليم بها أن هذه الوسائل و الصناعة التي تعمل في إطارها تظل تمثل واحدة من أهم الصناعات التي تتمتع بحضور قوي و مؤثر في المجتمع أيا كان اتجاه التأثير و لمصلحة من كما أنها تمثل بلا شك إحدى أهم أدوات القوة الناعمة للمجتمعات المختلفة و من بينها المجتمعات العربية إذ كانت صناعة الإعلام في العالم العربى في مختلف المراحل التاريخية تمثل أحد أهم أدوات الدول في التعبير عن سياساتها الخارجية وفي إدارة صراعاتها و أزماتها على المستويين الإقليمي و العالمي كما أنها كانت و لا تزال تمثل أحد أهم الأدوات والوسائل التي تستخدمها الدول و الشعوب في تسويق تراثها الثقافي و منجزها الحضاري واحد أهم الوسائل أيضا في تعزيز حضورها و نفوذها و تأثيرها على الصعيدين الإقليمي و الدولي و كذلك في مد جسور الثقة و التفاهم و التعاون بينها و بين الدول و الشعوب الأخرى.

و لاشك أن اقتصاديات صناعة الإعلام في العالم العربي"من يملك من يدير من يمول و من يحدد السياسات و التوجهات " قد تأثرت بطبيعة التحولات التي شهدتها المجتمعات العربية و أثرت فيها بدرجات متباينة بل إنها قد تأثرت أيضا في الجانب الآخر بتلك التحولات التي شهدها النظام الاقتصادي العالمي و زيادة التوجه نحو عولمة الاقتصاد و عولمة ملكية وسائل الإعلام و عولمة الأسواق التي تعمل في إطارها و لاشك أيضا أن هذه الصناعة قد استطاعت أن تخلق لنفسها مساحة لا بأس بها في سوق الاقتصاد الوطني و العالمي من خلال تدفق الاستثمارات إلى هذا القطاع و دخول أنماط جديدة من الملاك و حملة الأسهم و أصحاب رؤوس الأموال إلى سوق هذه الصناعة و كذلك من خلال تبني إدارات الكثير من المؤسسات الإعلامية في العالم العربي لاستراتيجيات السوق و العمل وفق قوانينه و متطلباته حتى أصبحت هذه الصناعة واحدة من أهم روافد النظام الاقتصادي الجديد بل و من أوائل الصناعات التي استطاعت أن تستوعب التطورات و التحديات التي أفرزتها الثورة التكنولوجية الراهنة "ثورتي الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات" التي شهدها العالم منذ منتصف التسيعنيات فبدأت صناعة الإعلام في كثير من الدول العربية تعيد النظر في طبيعة أساليب إنتاجها و نظم تشغيلها وفي أساليبها الإدارية و التنظيمية بل وفي مداخلها و نماذجها الاقتصادية و السوقية فبدأت هذه الصناعة تشهد تطورا بدرجات متباينة فتغيرت هياكلها التقليدية القديمة و تطورت وظائفها و أدوارها و أصبحت هذه الصناعة بفضل هذه التحولات الاقتصادية العالمية و بفضل التطورات الهائلة التي شهدتها تكنولوجيا الاتصال و المعلومات تمثل أحد أهم عناصر الاقتصاد الرقمي الجديد ن و أحد روافد اقتصاديات صناعة المعرفة في العالم من خلال زيادة توجه القائمين على شئون هذه الصناعة نحو رقمنة الخدمات الإعلامية التي تقدمها و تبني صيغ التحول الإعلامي و الإندماج و التحول إلى نمط المؤسسات متعددة المنصات لضمان القدرة على المنافسة و البقاء في السوق وضمان جذب المزيد من المستثمرين و من الممولين و المعلنين و الإستفادة من نتاج هذه الثورة التكنولوجية و تطبيقاتها في تبني نموذج تعددية الخدمات بالمزواجة بين الخدمات الإعلامية و الخدمات ذات الطابع التجاري و هو الأمر الذي أدى إلى تعزيز مكانة هذه الصناعة و تزايد نفوذها و تأثيرها.

والحقيقة أن صناعة الإعلام في العالم العربي – رغم ما شهدته من تطورات – إلا أنها أصبحت خلال السنوات الأخيرة محل انتقادات كثير من الباحثين و النقاد و من جماهير وسائل الإعلام أنفسهم نتيجة لمجموعة كبيرة من العوامل أهمها: غلبة الطابع و النزعة التجارية على مضمون هذه الوسائل و سياساتها على حساب منظومة القيم المهنية و اعتبارات المسئولية الاجتماعية تجاه الجمهور و قضايا المجتمع و كذلك نتيجة لغلبة التوظيف السياسي لوسائل الإعلام في العالم العربي و تراجع استقلاليتها و استقلالية العاملين بها سواء لصالح أنظمة الحكم أو رجال الأعمال و القوى الاقتصادية المسيطرة على حركة الاقتصاد في المجتمعات العربية يضاف إلى ذلك غلبة طابع السطحية على كثير مما يقدم من مضامين و خدمات إعلامية و ضعف مستوى تأهيل الإعلاميين و الصحفيين الذين يعملون بهذه الوسائل و افتقادهم للمقومات و المهارات الضرورية المطلوبة و ليس انتهاء بعدم قدرة صناعة الإعلام على تبني نموذج واضح للتحول نحو دعم مجتمع المعرفة و اقتصاد المعرفة و استمرار هذه الوسائل و الصناعة التي تعمل في سياقها في تبني نفس الممارسات و السياسات التقليدية القديمة فجاء التطوير الذي شهدته هذه الصناعة تطويرا شكليا على مستوى بنية هذه المؤسسات و تقنيات الإنتاج و تكنولوجيا المعلومات و الاتصال المستخدمة و ليس على مستوى الوظائف و الأدوار و القيمة المضافة: الاقتصادية و الاجتماعية و هو ما سوف تتناوله هذه الدراسة في إطار إشكاليتها البحثية بمحاولة التعرف على دور صناعة الإعلام في العالم العربي في تعزيز نموذج اقتصاديات المعرفة في المجتمعات العربية و مدى قدرتها على ممارسة دورها كأحد مصادر القوة الناعمة في هذه المجتمعات.

أهمية الدراسة: تستمد هذه الدراسة أهميتها من خلال مجموعة من المنطلقات و الاعتبارات التالية: - تعد هذه الدراسة من الدراسات الإمبيريقية الأولى"الدراسات غير النظرية" التي تتطرق في موضوعها للعلاقة بين صناعة الإعلام و اقتصاديات صناعة المعرفة في العالم العربي كما أنها من أوائل الدراسات العربية التي تطرقت في موضوعها لرؤية النخب الإعلامية من الأكاديميين و الممارسين لمدى قدرة صناعة الإعلام في العالم العربي على ممارسة وظائفها كأحد أهم مصادر القوة الناعمة في المجتمعات العربية و هو الجهد العلمي المتواضع الذي يمكن أن يسهم في محاولة سد النقص الواضح في إطار هذا المجال المهم.

- و تستمد هذه الدراسة أهميتها من كونها قد تجاوزت في حدودها المكانية الإطار المحلي للتطبيق المتصل بموضوعها و عينتها البحثية لإطار أخر أكثر اتساعا و تعددية و تنوعا من خلال تناول عناصر الموضوع و الظاهرة المدروسة في سياق أربعة مجتمعات عربية و هو الأمر الذي يسهم في إثراء هذه الدراسة و تعميقها و يحقق قدرا أكبر من شمولية تحليل الظاهرة محل البحث.

- كما ترتكز هذه الدراسة في تحديد جوانب أهميتها على كونها من أوائل الدراسات التي اهتمت بدراسة صناعة الإعلام من منظور شامل و تكاملي من خلال دراسة تمثلات عناصر الإشكالية البحثية المدروسة في إطار الأنماط والوسائل الإعلامية المختلفة التقليدية و المستحدثة منها و المقارنة بينها إدراكا من الباحث لطبيعة التوجه العالمي و المحلي نحو تبني فلسفة الدمج بين هذه الوسائل و إدراكا لأهمية تطبيق هذا المنظور التكاملي في إثراء الدراسة و عمق نتائجها.

- كذلك تستند هذه الدراسة في أهميتها على أهمية القضايا التي تناولتها سواء فيما يتعلق بقضية العلاقة بين اقتصاديات صناعة الإعلام و اقتصاديات صناعة المعرفة أو قضية دور صناعة الإعلام كأحد أهم مصادر القوة الناعمة في المجتمعات العربية حيث تعد هذه القضايا من القضية المهمة المطروحة في ساحة النقاش الأكاديمي و الإعلامي في المجتمعات المتقدمة في الوقت الذي لا تزال فيه تعاني من التجاهل أو عزوف الباحثين عنها في مجتمعاتنا العربية و هو ما يؤكد على أهمية هذه الدراسة و ضرورة الإنطلاق منها لإجراء سلسلة من الدراسات المتعمقة التي تتناول هذه الظواهر و كيفية تعظيم دور صناعة الإعلام في تعزيز و جودها.

American Psychological Association (APA)

غالي، محرز حسين محرز. 2019. رؤية الخبراء لدور صناعة الإعلام في تعزيز نموذج اقتصاديات المعرفة في المجتمعات العربية و اتجاهاتهم نحوها كأحد مصادر القوة الناعمة في هذه المجتمعات. المجلة المصرية لبحوث الإعلام،مج. 2019، ع. 66، ص ص. 1-131.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-999577

Modern Language Association (MLA)

غالي، محرز حسين محرز. رؤية الخبراء لدور صناعة الإعلام في تعزيز نموذج اقتصاديات المعرفة في المجتمعات العربية و اتجاهاتهم نحوها كأحد مصادر القوة الناعمة في هذه المجتمعات. المجلة المصرية لبحوث الإعلام ع. 66 (كانون الثاني / آذار 2019)، ص ص. 1-131.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-999577

American Medical Association (AMA)

غالي، محرز حسين محرز. رؤية الخبراء لدور صناعة الإعلام في تعزيز نموذج اقتصاديات المعرفة في المجتمعات العربية و اتجاهاتهم نحوها كأحد مصادر القوة الناعمة في هذه المجتمعات. المجلة المصرية لبحوث الإعلام. 2019. مج. 2019، ع. 66، ص ص. 1-131.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-999577

Data Type

Journal Articles

Language

Arabic

Notes

-

Record ID

BIM-999577