الوظيفة الترفيهية لوسائل الإعلام ودورها في دعم الترابط الأسري

الملخص AR

مشكلة الدراسة: ومن خلال ما سبق تحاول الباحثة رصد مدى تأثير تعرض الأسرة للمضامين الترفيهية في وسائل الإعلام على تحقيق الترابط الأسري وهو ما يثير تساؤل هام يتمثل في: هل نجحت هذه المضامين الترفيهية في تحقيق الترابط الأسري من خلال تجمع أفراد الأسرة ككل واختيار محتوى ترفيهي معين والتعرض له؟ أم ساعدت هذه المضامين على توسيع الفجوة بين أفراد الأسرة أكثر من خلال أحد الدوافع النفسية التي تكمن وراء التعرض لمثل هذا المحتوى الترفيهي والتي تتمثل في الهروب من الواقع ومن الحياة الطبيعية التي يعيشها الفرد ليبقى كل شخص منعزلا عن الأخرين ويعيش داخل حالة من الحالات الافتراضية التي خلقها لنفسه بالتعرض لمثل هذه المضامين؟.

وتسعى الباحثة لعمل دراسة كيفية من خلال مقابلات مع عينة من الوالدين والأبناء للتعرف على دوافعهم المختلفة في التعرض للمحتوى الترفيهي وتأثير ذلك على العلاقات الأسرية بينهم.

وتسعى الباحثة للتعرف على دور التجربة الترفيهية في وسائل الإعلام في تحقيق المتعة لدى المتلقين على اختلاف مخرجاتها (المعرفية، النفسية، العاطفية) وانعكاس ذلك على العلاقات داخل الأسرة الواحدة سواء بالمساعدة على الترابط الأسري أم لمزيد من التفكك والانعزالية داخل الأسرة الواحدة، ويكمن التركيز على المضامين الترفيهية بشكل خاص حيث أن المضامين الترفيهية من أكثر المضامين التي قد تساعد على التقارب بين أفراد الأسرة لتشارك تجربة الحصول على المتعة.

وتستعين الباحثة بنموذج يوضح مدى تعقد تجربة الترفيه الإعلامي ودورها في تحقيق المتعة وهو نموذج تم عرضه من خلال دراسة (Vorderer et.al 2004) وهو ما ستعرض له الباحثة لاحقا.

النتائج العامة للدراسة: 1- اختلفت كل من أراء عينة الوالدين والأبناء فيما يتعلق بالوسيلة التي يفضلون متابعة المحتوى الترفيهي من خلالها حيث يميل الآباء والأمهات إلى متابعة المحتوى الترفيهي من خلال التلفزيون لأنه يعد بالنسبة لهم وسيلة تتمتع بمصداقية وثقة أكبر من الإنترنت، كما أن التلفزيون بالنسبة لبعض الأمهات وسيلة يمكن متابعتها أثناء ممارسة الأعمال المنزلية، كما يأتي دور "التعود" كعامل نفسي أساسي في متابعة الوالدين للتلفزيون كوسيلة ترفيهية.

2- ظهرت بعض الاختلافات في الاحتياجات الشخصية التي يسعى كل من الوالدين والأبناء لإشباعها عبر وسائل الإعلام إذ تمثلت الاحتياجات الشخصية لدى الوالدين في البحث عن المتعة والهدوء بالمقام الأول وهو ما يمكن أن يفسر في إطار عامل السن والذي يدفع الفرد عند تعرضه لهذه الوسائل في البحث عن الهدوء والمتعة والراحة وبالتالي يختار الوالدان المضامين التي تبعث على الاسترخاء وهو ما ارتبط بالاحتياجات النفسية التي تتمثل في التعرض لوسائل الإعلام كوسيلة للهروب والتنفيس عن المشاكل اليومية.

3- فيما ظهر الاتفاق بين عينة الوالدين والأبناء فيما يتعلق بالدافع الأساسي لمتابعة المحتوى الترفيهي والذي يتمثل في التسلية والترفيه وتمضية أوقات الفراغ بالإضافة إلى متابعة ما هو جديد واكتساب خبرات جديدة، مع تفريغ ضغط الحياة اليومية.

4- كما اتفق الوالدان والأبناء في المظاهر التي قد تحدث لهم عند التعرض للمحتوى الترفيهي والتي تتمثل في الاهتمام بالشخصيات المقدمة إلى درجة التعاطف معها والاستجابة لبعض الشخصيات والمواقف التي تحدث في مثل هذه المضامين كالحديث مع أحد الأبطال، أو أنهم يشعرون أنهم انتقلوا زمانيا ومكانيا مع الشخصيات والأماكن المقدمة.

5- كما أوضح المبحوثون من عينة الوالدين وعينة الأبناء أنهم يفضلون متابعة المضمون الترفيهي بمفردهم وبمعزل عن أفراد الأسرة أو الأقران وبالتالي فإن المقابلات مع عينة الدراسة أكدت أن هذا المضمون الترفيهي يساعد على التفكك الأسري حيث حالة الانعزالية عند متابعة هذا المضمون الترفيهي بسبب اختلاف ذوق كل شخص عن غيره، وخاصة وأن بعض هذه المضامين تدعو إلى الهروب من الحياة الواقعية، كما أوضح بعض الأبناء خلال المقابلات أن هذه المضامين تساعد على الانغماس في الحياة الافتراضية التي لا توجد سوى في مخيلة الفرد وعقله فقط.