الأثر الاقتصادي لحجاج غرب أفريقيا في منطقة الجزيرة بالسودان (1925-1966)‎

الملخص AR

عرفت الشعوب المختلفة التحركات البشرية من أجل الحج من غابر الأزمنة و حتى الوقت الراهن و شهدت المدن المقدسة و الأماكن ذات الطبيعة الدينية لمختلف الأديان تحركات بشرية و تنقلات واسعة لأصحاب هذه الديانات لزيارتها و الإرتحال إليها وربما الاستقرار فيها.

وقد شكل الحج عنصرا مهما من عناصر الحركة للشعوب الاسلامية من غرب أفريقيا غربا و حتى حدود الصين شرقا و هو أكثر التحركات السكانية البارزة في الشرق الأوسط ليس فقط لحجمه بل أيضا لديمومته.

ولما كان الحج أحد أركان الاسلام الذى يجب أن يقوم به المسلم مرة على الأقل في عمره فقد كان عاملا أساسيا ومهما أدى إلى وجود عدد كبير من أهالى غرب أفريقيا في السودان.

ولما كانت الرحلة البرية إلى مكة المكرمة تستغرق بضع سنوات و كان غالبية المهاجرين إلى الحج من أصل ريفي و كانوا يمتهنون الزراعة ولما كان معظم المغادرين يصطحبون معهم عائلاتهم فقد استقر جزء كبير من هؤلاء في السودان مفضلا عدم العودة إلى غرب أفريقيا.

وقد عمل الكثير من هؤلاء في الزراعة و خاصة في مناطق زراعة القطن في مشروع الجزيرة في السودان.

و طبقا لأول إحصاء سودانى للسكان عام 1955-1956 وصف أكثر من 600 ألف نسمة من السكان البالغ عددهم عندئذ 10.25 مليون نسمة أنهم من أصول ترجع إلى غرب أفريقيا معظمهم من نيجيريا و تشاد.

و بالتالى تحاول هذه الورقة الوقوف على الأثر الاقتصادى لرحلة الحج البرية من غرب أفريقيا إلى مكة المكرمة على منطقة الجزيرة بالسودان.