خطب عمر بن عبد العزيز بين البلاغة و التداولية

الملخص AR

تعددت قراءات الأثر الأدبي مستفيدة من الاتجاهات اللسانية إلى أن وصلت إلى التداولية تلك القراءة التي تراعي مستويات عدة مسؤولة عن بناء الخطاب: كبنيته اللغوية و قواعد التخاطب وحال المتكلم و المخاطب و علاقة البنية بظروف الاستعمال حيث السياق الخارجي للحدث الكلامي من هنا يقوم البحث على تطبيق الدرس اللساني التداولي على الخطاب العربي ممثلا في خطب عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه – مع الربط بين البلاغة و التداولية بما للتداولية من جذور في البلاغة العربية فقد عنيت البلاغة منذ القدم بحال المخاطب و نصت على ضرورة مطابقة الكلام لمقتضى الحال وجاءت عناية القدماء بالأفعال الكلامية في دراستهم للمعاني المجازية للإنشاء و الأغراض البلاغية للخبر و قيام الخبر مقام الإنشاء وغيرها هذا من جهة و بالاستفادة من معطيات الدرس التداولي الحديث من جهة أخرى وقد كانت خطبه – رضي الله عنه – من النجاعة بمكان مما يشهد بأنه أحسن إقامة العلاقة بينه و بين جمهوره المخاطب و إقناعه بما يرمي إليه بما ضمن خطابه من خصوصيات تتناسب مع متلقيه مؤسسا على ما بينهما من الخلفية المعرفية المشتركة فجاء الحدث الكلامي مؤثرا فيه دافعا له إلى السلوك الذي يريده صاحب الخطاب محدثا ردة فعل استقامت لها شئون الدولة الإسلامية في عهده و كانت الخطابة من أنسب الأجناس الأدبية للدراسة التداولية لما تتوفر عليه من عناصر سياقية و ما لها من استراتيجية توجيهية و أدلة حجاجية و ما تنتظره و تترقبه من نواتج تأثيرية على المخاطبين.