أساليب تأطير الأزمات الدبلوماسية في منطقة الخليج العربي : دراسة تحليلية مقارنة في إطار نموذج المحاججة

الملخص AR

تهدف الدراسة إلى رصد وتوثيق أداء الصحف والمواقع الإخبارية الإلكترونية على مختلف توجهاتها وفقا للأيديولوجية الخاصة بالدول التي تصدر عنها تلك المواقع محل الدراسة خلال فترة هامة من تاريخ المنطقة العربية حيث شهدت تلك الفترة حدثا هاما تمثل في قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر من جانب أربع دول عربية هي: مصر و البحرين و السعودية و الإمارات إثر تصريحات نسبت إلى الأمير القطري.

نتائج الدراسة:
- أوضحت نتائج الدراسة غلبة أطر الصراع و قطع العلاقات الدبلوماسية بالمواقع محل الدراسة فيما عدا (الديلى صباح) ذات التوجهات التركية الموالية لنظام رجب طيب أردوغان و التي غلب عليها أطر المصالحة و الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع قطر و تعكس النتائج السابقة توجه الدول المختلفة و التي تتحكم في أيديولوجية و سياسة تحرير المواقع محل الدراسة فيتضح أن الـCNN الأمريكية و الـBBC البريطانية كانتا الأكثر هدوءا في تناول الأزمة و هو ما يرجع إلى أن الأولى و الثانية لا يعتبران أحد أطراف الصراعـ بل وأن الولايات المتحدة تحاول إنهاء الأزمة بين الأطراف المختلفة.

- فيما شجعت (الديلى صباح) الموقف الكويتي و العماني لأنهما لم يقطعا علاقاتهما مع قطر حيث بدأت الديلى صباح في الحديث عن أنه لابد من إنهاء الأزمة وأن تركيا تبذل قصارى جهدها و لكن لا يجوز أن تطالب الدول الأربعة بقطع العلاقات بين تركيا و قطر و عرضت الديلى صباح القضية على أساس أن إيران تسحب البساط من المملكة العربية السعودية و ذلك بالنسبة للعلاقات السعودية القطرية.

وقد مثلت الديلى صباح اتجاها مقاربا للعرب القطرية إذ يعد الطرفان ممثلين لاتجاه واحد فتركيا الحليف الأول لقطر و خاصة في ظل العلاقات المتوترة بين مصر و تركيا.

- أما الأهرام فكانت الوحيدة التي تحدثت عن المؤامرة القطرية على مصر و الدول التي أصابها الربيع العربي و ما حدث في ليبيا من محاولات قطرية لاغتيال حفتر أما الشرق الأوسط فقد وصفت السعودية بالشقيق الأكبر و كانت الأهرام و الشرق الأوسط حادتين في لهجتيهما إذ بدأ الحديث عن الأزمات المتتالية و الأحداث الإرهابية التي قامت بها قطر ثم الحديث عن أنه لم يكن ينبغي لقطر أن تحدث تلك الفتنة في الدول العربية.

- و تعكس النتائج السابقة أيضا الموقف الأمريكي ملتبسا فجميع المواقع - عدا العرب القطرية -سلطت الضوء على تصريحات ترامب المعادية لقطر وأنها دولة ترعى الإرهاب في المنطقة العربية وأن المقاطعة ما هي إلا بداية النهاية للأزمة القطرية بينما تحدثت العرب القطرية عن العلاقات الأمريكية القطرية القوية و التي من أبرزها استمرار التعاون بينهما على المستوى العسكري فالمناورات العسكرية مستمرة.

- و بشكل عام كان تركيز التغطية الخبرية لأزمة قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر محل اهتمام كبير من المواقع الإخبارية عينة الدراسة و بالتحديد في الفترة الأولى للأزمة في مقابل قلة الاهتمام بالقضية بعد عام من الأزمة وأن العرب القطرية و الـ CNN بالعربية قد جددتا التناول الإخباري للأزمة في الفترة الثانية بنسبة أكبر من باقي مواقع الدراسة الأمر الذي يؤكد توطيد كل من الولايات المتحدة و قطر علاقاتهما الثنائية على عكس التصريحات التي قدمتها ترامب.