دور التقنيات الجرافيكية الحديثة في تطوير إعلانات التوعية المعروضة في القنوات العربية والأجنبية

الملخص AR

مشكلة الدراسة: في إطار التراث النظري للبحوث المتعلقة بالتقنيات الجرافيكية الحديثة المستخدمة في تطوير المحتوى الإعلامي المرئي، وما تم الاطلاع عليه من دراسات وبحوث سابقة ترتبط بموضوع الدراسة يمكن تحديد مشكلة الدراسة الحالية في مدى إسهام التقنيات الجرافيكية الحديثة في تطوير حملات التوعية المذاعة عبر القنوات التليفزيونية المصرية والعربية والأجنبية والمستخدمة أيضا في منصات التواصل الاجتماعي كطرق جديدة لجذب الجمهور من مختلف الأعمار والفئات لمتابعة تلك الحملات وتوصيل الرسالة من خلال الصورة الجرافيكية سواء كانت بسيطة التحريك أو معقدة أو متداخلة مع تصوير حي لإتمام رسالة محددة، فضلا عن إعطاء مؤشرات عن كثافة استخدام هذه التقنيات في حملات التوعية المختلفة وكيفية توظيفها إلى جانب المفردات اللفظية لتوصيل الرسالة التوعوية السليمة.

أهم النتائج: من خلال متابعة عينة البحث والاطلاع على إعلانات التوعية المختلفة يستنتج أنه هناك اتجاه نحو انتشار استخدام التقنيات الجرافيكية الحديثة في إنتاج حملات التوعية الاجتماعية من قبل المؤسسات الراعية لهذه الحملات مما يدل على زيادة ادراك القائمين على إنتاج تلك الإعلانات المصرية والعربية والأجنبية بأهمية استخدام هذه التقنيات لتوضيح الرسالة الإعلانية الموجهة إلى جانب تحقيق الإبهار البصري، كما نجد أيضا اعتماد الإعلانات المصرية والعربية في معظم عينة الدراسة على التعليق الصوتي المصاحب له نص مكتوب على الشاشة فيكرر الصوت ما تظهره الكتابات وما تظهره الصورة الفنية المصممة، بينما كان للإعلانات الأجنبية عينة الدراسة القدرة على استخدام عنصر الصورة الجرافيكية أكثر من استخدام عنصر الصوت أو الكتابة وهذا يتناسب مع كون الإعلان مرئي لتصل الرسالة من خلال الصورة الصامتة وهو ما يتفق مع دراسة (أحمد محمد نجيب، ٢٠١٧) بخصوص أهمية الصورة الغنية بالمؤثرات والرسوم المتحركة بدون الحاجة لوسائط أخرى يكون لها دور أكبر في زيادة التأثير على الجمهور، وبذلك كان هناك تكامل بين عنصر الصورة والصوت والكتابة في الإعلانات الأجنبية أكثر من المصرية والعربية التي مالت إلى تكرار الرسالة بأكثر من عنصر في نفس الوقت واستخدام الأسلوب المباشر في طرح موضوع الإعلان.

كما أنه في الإعلانات المصرية والعربية يوجد تشابه في أنواع التقنيات الجرافيكية المستخدمة مثل تقنية "الرسوم المتحركة ثنائية الأبعاد" في عدد من الإعلانات داخل الحملة الواحدة، بينما في الإعلانات الأجنبية كان الاهتمام باستخدام شخصيات ثلاثية الأبعاد والتنويع في استخدام التقنيات الجرافيكية المرئية بشكل جيد ومختلف بين الإعلان والآخر داخل نفس الحملة وأرى أن ذلك التنوع يعطي للإعلان الواحد تميز وسهولة في التذكر عن استخدام نفس الأشكال والأنماط في إعلانات متعددة.

كما قامت الإعلانات المصرية والعربية باستخدام شخصيات كرتونية ثنائية الأبعاد مأخوذة من المكتبات الرقمية للرسوم المتحركة وهي قوالب جاهزة يتم شرائها من مواقع الفنون الإلكترونية بها شخصيات وخلفيات ثابتة ومتحركة معدة مسبقا للاستخدام لتسهيل العمل علي مصممي الجرافيك وتسمي “Cartoon Characters Templates”، وبالتالي لم يكن للشخصيات أي ارتباط بالمشاهد المصري أو العربي، فهي لا تأخذ شكلها من الطابع المصري أو العربي كما أن الخلفيات لا يظهر عليها شكل البيت العربي وبالتالي كان دورها فقط أداة توضيح للرسالة الإعلانية المباشرة، بينما استطاعت الإعلانات الأجنبية توظيف أشكال الشخصيات التي تتناسب مع طبيعة الإعلان، وقد صممت خصيصا للإعلان مما جعل هناك تكامل بصري عام للشخصيات الرئيسية وتناسق لحركاتهم مع الخلفيات المتحركة ومع محيط الشخصيات وهذا يتناسب مع دراسة (نيفين محمد حسن، ٢٠١٥) والتي توصلت إلى أن توظيف الخيال في صناعة الإعلان يعكس دراميا من خلال حكاياته المخزون الثقافي للمجتمع والتراث المجتمعي وجانب كبير من عادات وتقاليد وسلوكيات المشاهد وبالتالي فإن استخدام شخصيات غير مناسبة مع طبيعة أو شكل المجتمع المقدم له الإعلان لن يكون مقنعا بالدرجة الكافية كما لو كانت الشخصيات مميزة ومتقاربة من أشكال أفراد المجتمع وألوانهم وخصائصهم الاجتماعية.

أيضا لم يكن هناك تنوع في استخدام التقنيات الجرافيكية المختلفة عند تصميم الإعلانات المصرية والعربية، فلقد كان أكثر التقنيات المستخدمة هي تقنيات التصميم المتحرك ثنائي الأبعاد، بينما تنوعت الإعلانات الأجنبية بين التقنية ثنائية الأبعاد والتقنية ثلاثية الأبعاد والتصوير الحي الممتزج بالمؤثرات البصرية والمجسمات التي تعطي إحساس بالواقعية، ويستنتج من ذلك الانخفاض النسبي لتكلفة الإنتاج الخاصة بإعلانات الإنفوجراف والتحريك ثنائي الأبعاد عن الإنتاج الإعلاني الذي يستخدم تقنيات التصوير الحي، ويستنتج أيضا أن منتجي إعلانات حملات التوعية المصرية والعربية يهتمون بالكم وكثافة انتشار الإعلانات الخاصة بالحملة وعرض أكبر كم من المعلومات الخاصة بالحملة بأقل تكلفة ممكنة بغض النظر عن جودة الشكل والإطار الذي يظهر به الإعلان.