تطبيقات أدب الطفل في تعليم الإتيكيت الرقمي لمرحلة الطفولة المبكرة : دراسة و صفية

الملخص AR

يعيش أطفال المرحلة المبكرة الآن في القرن الحادي و العشرين تحت ظل " العصر الرقمي" من خلال ما يشهده العالم اليوم من ثورات رقمية متلاحقة و متسارعة خاصة بعد تفشي جائحة ( COVID-19) بدءا من العام الحالي 2020 في جميع أنحاء العالم بأسره و اعتماد العملية التعليمية بالكامل على استخدام الانترنت فقد تغيرت طبيعة اليوم الذي يقضيه الأطفال حيث أصبح أكثر وقتهم يقضونه على الانترنت بين التعليم و الترفيه و لكن أغلب الأحيان يكون ذلك دون رقابة عليهم أثناء هذه الفترات فيتعرضون لكثير من المخاطر.

فعلى الرغم من أن الطفل أصبح مواطنا رقميا في ظل انتشار التقنيات الرقمية التي لا ننكر أنها أصبحت تمثل فرصا ذهبية له في التعليم و التعلم خاصة في المناطق النائية و مع الأزمات الإنسانية لكن كثيرا من الدراسات قد أثبتت تعرض الأطفال لكثير من المخاطر مثل: ( التعرض بسهولة للتهديدات الإلكترونية Cyber Threats و القرصنة Hacking و المواد الإباحية Pornography و سرقة الهوية Identity Theft و التسلط عبر الانترنت Cyber Bullying) ) بالإضافة إلى التعرض للاكتئاب و القلق نتيجة للاستخدام المفرط مما يؤثر سلبا على صحة الطفل و سعادته و لعل السبب الرئيس في كل هذه المخاطر نقص الوعي لديهم بالآداب التي يجب اتباعها عند تعاملهم على الانترنت فيما يعرف باسم " الاتيكيت الرقمي Digital Etiquette ".

و يسعى البحث الحالي إلى تسليط الضوء على مدى أهمية " تطبيقات فنون أدب الطفل " الذي تطور ظهوره في شكله الرقمي نتيجة لهيكلة الأدب المقدم للطفل في صورته الرقمية مثل: ( رواية القصة الرقمية Digital Storytelling الكتاب الالكتروني E-Book ألعاب الدراما Drama Games الفنون المرئية Visual Arts الشعر الرقمي للأطفال Digital Poetry ) و واقع توظيفها في تعليم " الاتيكيت الرقمي" لأطفال المرحلة المبكرة بدءا من سن ثلاث سنوات حتى ثماني سنوات تلك المرحلة العمرية المبكرة التي يتشكل فيها 90% من نسبة نمو المخ لدى الطفل و تتشكل مفاهيمه و تبنى عليها مراحل عمره المتقدمة التي سوف يواجه فيها مستقبلا ينتظره من جديد الوظائف المعتمدة بشكل كلي على مجموعة من المهارات الرقمية يجب تعليمها للطفل لمحو الأمية الرقمية بدءا من الطفولة المبكرة و التي قد أوصى بها " إعلان "إنشيون" بجمهورية كوريا في إطار العمل لتحقيق الهدف الرابع ( التنمية المستدامة) لرؤية التعليم بحلول عام2030 و أكدتها تقارير " اليونيسيف 2017" في إطار الحديث عن ( الأطفال في عالم رقمي ).

و جاء ضرورة هذا البحث التي تدرس أهمية تطبيقات " فنون أدب الطفل الرقمي " بشكل أعم مع التركيز على تطبيقات "Digital Storytelling" كأحد فنونه بصفة أخص و قيمتها في إكساب أطفال المرحلة المبكرة آداب و اتيكيت التعامل على الانترنت كآلية من آليات الحفاظ على أمن الطفل و محو أميته الرقمية بتوعيته لكيفية التعامل داخل البيئة الرقمية بعيدا عن المخاطر و بشكل آمن.