مظاهر الزهد والتعلق الدنيوي في شعر نظامي كنجوي وناصيف اليازجي: دراسة مقارنة

الملخص AR

يعد الأخلاق ووظائفه من أهم المضامين في الأدبين الفارسي والعربي؛ فإننا نلحظ في هذه الآثار أكثر ما نلحظ الموضوعات الأخلاقية والتعليمية المختلفة.

نظامي كنجوي من أبرز الشعراء الإيرانيين في التطرق إلى المضامين والموضوعات الأخلاقية والتربوية النابعة عن التعاليم الأخلاقية والإنسانية في الإسلام وهذا يفسح لنا مجالا كبيرا في الدراسة.

ناصيف اليازجي أيضا من أعظم الشعراء المسيحين العرب الذي نشأ منذ الصغر مع القرآن الكريم ونهج البلاغة وتعاليم الأئمة المعصومين؛ فنرى ديوانه زاخر بالمضامين الأخلاقية والإنسانية، بحيث أطلق عليه "شاعر الحكمة".

"الزهد والتعلق الدنيوي" من أهم الموضوعات وأكثرها تأثيرا بين الموضوعات الأخلاقية والتعليمية الأخرى، بحيث كان لهذا الموضوع صدى واسعا في النصوص الأدبية الفارسية والعربية.

تتطرق هذه المقالة إلى موضوع "مظاهر الزهد والتعلق الدنيوي" في أثرين متميزين في الأدبين الفارسي والعربي في مجال الأخلاق؛ أي: "مخزن الأسرار" لنظامي كنجوي و"ديوان ناصيف اليازجي" وذلك بالاعتماد على المنهج التحليلي والإتيان بالنماذج التطبيقية.

تظهر لنا من خلال النتائج بأن الشاعرين قد ركزا أكثر ما ركزا على بيان التعاليم الأخلاقية؛ خاصة في مجال "الإقبال إلى الدنيا والإدبار عنها" ولم يغفلا عن مدح هذين الصفتين الإنسانيتين وقد ظلا يذكران المتلقي بمحاسنها ومساوئها الدنيوية والأخروية؛ وقد ظهر كل ذلك بعد العناية باللطائف اللغوية والبلاغية.

أما السمة المشتركة التي تجمع ما بين الشاعرين؛ نظامي واليازجي فهي مستوى تأثرهما بالقرآن والروايات الإسلامية من حيث تطرقهما إلى موضوع "الزهد والتعلق الدنيوي".