القلب البلاغي في الحديث الشريف

الملخص AR

القلب لبنة من لبنات بناء اللغة وسنة من سننها تنبه لذلك علماء اللغة فاعتنوا به دراسة و بحثا و أصبح القلب مصطلحا يتردد ذكره بين علومها الثلاثة: النحو و الصرف و البلاغة و تتنوع تعريفاته تبعا لتوزع مباحثه بين تلك العلوم و هو في علم البلاغة خاصة له أنماط وصور كثيرة تتنوع دراسته بين علومها الثلاثة و هو في بعض تلك الصور ما هو معدود من الظواهر الأسلوبية التي تخرج الكلام عن مقتضى ظاهره فتقع على مستوى الإسناد أو التركيب لتدل على عبقرية المتكلم و على الاقتدار في الكلام و التفنن في القول وسعة اللغة و مرونتها فتضفي على التعبير قوة في المعنى و جمالا في الإيقاع.

وقد وقع القلب في كلام الله تعالى و كلام رسوله - e - و لا يقع فيهما إلا لاعتبار لطيف و سر بلاغي ظريف و إلا حمل الكلام على ظاهره من غير قلب و ما هذه الدراسة العلمية إلا للوقوف على تلك الظاهرة الأسلوبية في كلام النبي - عليه الصلاة و السلام - و الكشف عن لطائفها البيانية و مقاصدها البلاغية و أبعاد تأثيرها على المتلقي وكيف كان القلب أبلغ في إيصال الفكرة فيما لو جاء الكلام على ظاهره من غير قلب.