مدركات المعلمين و أداءاتهم التدريسية الداعمة للعدالة الاجتماعية في فصول تعليم الرياضيات متعددة الثقافات

الملخص AR

في ظل تنامي الاتجاه الداعي إلى التعامل مع الرياضيات على أنها منتج معرفي ذو طابع ثقافي بحيث يبدأ تعليم الرياضيات و تعلمها من بيئة المتعلم و ثقافته و مجتمعه، برز مفهوم العدالة الاجتماعية كأحد المفاهيم الحديثة نسبيا التي عنى بدراستها مؤخرا في مجال تعليم الرياضيات.

و تزداد الحاجة لدراسة أداءات المعلمين التدريسية الداعمة للعدالة الاجتماعية في النظم التعليمية التي تعتمد وضعية الثقافة الأحادية من حيث توحيد المناهج الدراسية حتى و إن وجد بها عدد كبير من المتعلمين المنتمين إلى ثقافات مغايرة.

ففي ظل وضعية الثقافة الأحادية يكون المتعلم ملزما بالانتقال من نموذج ثقافي إلى نموذج آخر مغاير ؛ و هو ما يلقي بعبء كبير على كاهل المعلمين حيث ينبغي أن يكون المعلم قادرا على فهم خلفيات المتعلمين اللغوية، و الثقافية في الفصل، و إدراك التنوع الثقافي و اللغوي و الاجتماعي بين المتعلمين، و تجنب التحيز الثقافي بما يمكنه من توفير تعليم متكافئ و متوازن لجميع المتعلمين ؛ لذا فقد هدف البحث الحالي إلى تعرف مدركات المعلمين حول العدالة الاجتماعية، و أبعادها في فصول تعليم الرياضيات، و انعكاساتها على أداءاتهم التدريسية الداعمة للعدالة الاجتماعية في فصولهم.

و اعتمد البحث على أداتين، هما : بطاقة ملاحظة أداءات المعلمين التدريسية الداعمة للعدالة الاجتماعية التي طبقت على عدد أربعة عشر معلما من معلمي الرياضيات، و التي أعقبها عدد من المقابلات الشخصية أجريت مع عدد تسعة من معلمي الرياضيات في مدينة جدة، و ذلك لتعرف مدركاتهم حول العدالة الاجتماعية و أبعادها.

و قد توصل البحث إلى وجود وعي لدى معلمي الرياضيات حول العدالة الاجتماعية، و أبعادها بمستوي جيد.

بينما جاء متوسط أداءات المعلمين التدريسية الداعمة للعدالة الاجتماعية في فصولهم الدراسية بدرجة 2.76 على مقياس ليكرت الخماسي بنسبة مئوية قدرها 55.13%، و هو ما يشير إلى عدم الاتساق بين مدركات المعلمين عن العدالة الاجتماعية، و أداءاتهم التدريسية الداعمة لها.

و قد يكون ذلك راجعا إلى عدم تعرض المعلمين خلال برامج الإعداد، أو التنمية المهنية لأبعاد و خصائص العدالة الاجتماعية و سبل تحقيقها داخل الفصل.

بل أن أغلب أداءات المعلمين المعززة للعدالة الاجتماعية هي اجتهاد شخصي منهم، و نتاج خبراتهم الشخصية.