أنماط الغموض دراسة في تحليل تصورات للشعر العربي

الملخص AR

لا يبتعد الغموض عن جوهر الشعر العربي على مدار تاريخه متراوحا بين الغموض الشفيف و شيء من الإلغاز و التعمية.

و ظل البحث في مظاهر الغموض و أسبابه جزءا من مسار النقد العربي المتابع للشعر و تطوره.

و يحاول هذا البحث إقامة مدخل جديد للبحث في ظاهرة الغموض في الشعر و يتبنى تناول غموض الشعر العربي عبر مسارات ثلاث: غرابة المفردة و تغير مفهوم الشعر و تغير تقنياته.

و يقدم البحث تصورا للغموض بوصفه مسألة مفاهيمية.

ينطلق البحث من تصور لمعالجة"الغموض" في الشعر الجاهلي ويوضح أن ما نعانيه الآن في التواصل مع الشعر الجاهلي سببه الأساسي هو غموض الألفاظ التي لم تكن غامضة في وقت إبداعه الأول فكثير من الشعر الجاهلي يمكن فك شفرته بمجرد الاستعانة بالمعاجم و يمكن أن يتكون بعض التيمات الأساسية فيه مألوفة عندهم و لكن بعدنا الزمني عنهم يسبب بعض غموضه.

على جانب آخر كان"البديع" عاملا فاعلا في النظر إلى غموض شعر أبي تمام فكان المجاز المركب فيه واحدا من أسباب غموضه و لكن البحث يرى تغير مفهوم الشعر سببا أولى من غيره.

لقد كان غموض أبي تمام فنيا و أيديولوجيا كما ذهب البحث و يحاجج.

و يعد الغموض في الشعر الحر واحدا من ظواهره الأكثر بروزا و تتعدد أسباب غموضه كما تتعدد مداخل قراءته بين غموض بسبب الشفرة و العلاقة مع الفلسفة وتوظيف للموروث و تبني فنون أخرى أو الحاجة لمعرفة بمداخل من علوم متعددة حتى صارت غلبة وجوده مدخلا للعزوف عن الشعر برمته.