خيارات تسوية الصراع العربي الإسرائيلي من منظور الإسلامي

الملخص AR

استعرضنا في الفصل الاول من هذا البحث حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة من واقع التاريخ وبشهادة أكبر المؤرخين العالميين (البروفيسورتوينبي )وكذلك استنادا للقانون الدولي وقرارات الامم المتحدة ومجلس الامن .

ثم استعرضنا في الفصل الثاني جهود التسوية لحل النزاع العربي الإسرائيلي بمختلف أنواع المقترحات العربية والإسرائيلية والدولية والتي لم تحرز أي نجاح على كثرتها وطول المدة التي استغرقتها والتي تجاوزت أكثر من نصف قرن بل ونشاهد اليوم وحشية إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني بأستخدام كافة الاسلحة .

واخيراً استعرضنا في الفصل الثالث رأينا في حل الصراع وأنه يجد مكانه في المنظور الإسلامي الذي يدعوا الى السلام من جهة والى رد العدوان من جهة ثانية فأبرزنا اسباب فشل الجهود السابقة وركزناها في ثلاثة أسباب : 1) يتحمل الجانب العربي مسؤولية الفشل بالدرجة الأولى نتيجة تشرذمة وعدم وحدة موقفه وافتقاده غلى استراتيجية وآليات لتحقيق أهداف الاستراتيجية للتسوية وفي هذا خروج عن التعاليم الإسلام بوحدة الصف والكلمة .

2) تعنت الجانب الإسرائيلي في مواقفه المتسمة بالعنصرية واستخدام اسلوب إرهان الدولة لفرض إرادته العدوانية .

3) الموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل وان ما تقدمه من آراء لا تعدوا كونها مخدرات لمناسبات معينة مثل ادعاء الرئيس بوش أنه يفكر في إقامة دولة للفلسطينيين وذلك بهدف وقوف الدول الإسلامية معه في حملته لمكافحة الإرهاب المزعوم والذي هو في الحقيقة محاربة الإسلام والمسلمين تحت غطاء الإرهاب وقد اكد اقتراحه هذا اخيراً في مجلس الأمن بهدف تثبيط اجتماع مجلس الجامعة العربية المقرر عقدة في شهر مارس للنظر في عدوان إسرائيل على الشعب الفلسطيني وذلك بهدف عدم اتخاذ قرارات جماعية ضد إسرائيل فضلا عن هدف تليين مواقف الدول العربية ضد الهجوم الأمريكي على شعب العراق والذي يتابعه نائب الرئيس الامريكي في المنطقة حالياً .

واستعرضنا في نهاية البحث حل الصراع من المنظور الإسلامي والواقعي وركزنا في عدة نقاط هي : 1) ضرورة وحدة الصف العربي امتثالاً لقوله تعالى :( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) (آل عمران :103) مع أهمية وضع استراتيجية عربية وآليات لتحقيق هذه الاستراتيجية عن طريق الجامعة العربية التي يجب ان يدعم موقفها واعطاء صلاحيات تمكنها من التحرك الجاد في هذا الشان عمل بأخذ الوسائل لتحقيق الأهداف .

2) دعم موقف الانتفاضة الفلسطينية بالسلاح والمال وفتح باب الجهاد باعتبار أن ما يحدث اليوم هو اعتداء على مقدسات المسلمين جميعاً والاسلام يطالب المسلمين برد العدوان لقوله تعالى: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) ( البقرة : 194 ).

3) استخدام سلاح المقاطعه العربية ضد الشركات التي تعمل مع إسرائيل وكذلك إيقاف التطبيع حتى إسرائيل عن عدوانها .

4) تنسيق الموقف العربي والغسلامي في المحافل الدولية وضرورة تحرك المنظمات الجماهيرية العربية والإسلامية كمنظمات حقوق الإنسان واتحاد المحامين والعمال والطلاب وسائر النقابات لإثارة موضوع الحق العربي في فلسطين ووحشية إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني .

5) واخيراً استخدام سلاح الإعلام بتنفيذ ادعاءات اللوبي الصهيوني ضد الإسلام والعرب بإبراز عدالة حقوق الشعب الفلسطيني وإظهار مبادئ الإسلام وقيمه الإنسانية التي تدعو الى السلام والعدل والمساواة بين الناس جميعاً وذلك لان المواطنين في الغرب يجهلون كل تلك الحقائق نتيجة لتقصير المسلمين في الغرب من مقاومة الإعلام الصهيوني وادعاءاته الباطله ويمكن الاستعانة بالحقائق التي تشهد بها الغربيون أنفسهم أمثال (توينبي ) و (هنري فورد ) و (وليم كار ) وأخيراً (بيل فندلي )وغيرهم وسيجد الإعلام حول مبادئ الإسلام وقيمه الإنسانية صدى كبيراً لدى المجتمعات الغربية بما فيها المجتمع الأمريكي نتيجة الأزمات النفسية التي يعيشها المجتمعات الغربية والتي عجز عنها علما الاجتماع من انتشار جرائم القتل والمخدرات وانتحار الشباب نتيجة الفراغ الروحي السائد في المجتمع الغرب المادي .

والخلاصة أن لدى العرب والمسلمين اسلحة متعددة يمكن استخدامها لإرغام إسرائيل على الانصياع لحقوق العرب والمسلمين ورد المذلة والهوان عليهم كما نشاهدها اليوم لو أن الحكام العرب والمسلمين وحدوا كلمتهم والتزموا بتعاليم دينهم ، ويصدق عليهم قول الشاعر العربي : كالعيش في البيداء يقتلها الضما والماء فوق ظهورها محمول ويقول الله سبحانه وتعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ( الرعد :11 )