في إبستيمولوجيا اللسانيات الفلسفية

الملخص AR

اللغة واحدة من أخطر الظواهر البشرية، و وسيلة الناس الفضلى لتحقيق أفعالهم التواصلية، ما يجعلها ذات خطر كبير في تماسك الجماعات البشرية التي تتشكل- على وفق هابرماس-في حدود عمليتين متميزتين هما : الفعل الذرائعي، و الفعل الاتصالي.

و هذا ما يعلل كثرة النشاطات الإنسانية المرتبطة بها ارتباطا وثيقا، و قد نقترب من ادوارد سابير، الذي يرى أن اللغة لا تقف اللغة وحدها بعيدا عن التجارب الإنسانية المباشرة، أو تسير موازية لها، بل تتخللها تماما، و تعد العلاقة الغنية بين اللغة و التجربة الإنسانية المعيشة واحدة من أهم معضلات الفكر، فالوجود الإنساني لا يمكن تخليه من دون شبكة التوسطات الرمزية المتمثلة في التراث و التقاليد والقيم الثقافية العابرة للأجيال التي لا يمكن استيعابها من دون اللغة.

لأن (حقيقة اللغة هي إضاءة الكائن، فهي ترتبط إذن بالبعد الأنطولوجي، و ليس فقط بالمحتوى الأبستمولوجي)، و هذا نص معرفي مهم، لأنه يسهم في التأسيس لربط ميدان البحث اللساني بحقلين مهمين كبيرين من حقول البحث الفلسفي المعروفة، و هما : علم الوجود (الأنطولوجيا)، ونظرية المعرفة (الأبستمولوجيا).

و إذا ما عرفنا أن نظرية القيم (الإكسيولوجيا)، و هي الأقنوم الثالث في البحوث الفلسفية، تقوم في أحد أسسها على استثمار لغوي، فإن الحاصل الكبير سيكون دخول العلوم اللغوية اللسانية في المباحث الفلسفية كافة.