نقوش زاوية زين الدين يوسف (697-736ه)‎(1297-1335م)‎ نموذجا لكتابات عمائر المماليك البحرية بالقاهرة

الملخص AR

يعتبر الخط العربى من أبرز العناصر الفنية التى لها خطرها و شأنها العظيم في الفنون الإسلامية و التي استعملها الفنان المسلم في موضوعاته المختلفة بحيث لا تكاد تجد عملا فنيا إسلاميا لا يكون للخط مكانته البارزة فيه^([i]) بل و يمكن القول إن الكتابات هي القاسم المشترك و الأعظم في الأعمال الفنية الإسلامية سواء أكانت معمارية أو تشكيلية أو تطبيقية^([ii]).

و لا غرو في ذلك فقد أصبح الخط هو الفن الأول و الخالص في الحضارة الإسلامية و هو يسرى في عروقها كما تجري الدماء في العروق وذلك لما يتمتع به من مكانة خاصة في نفوس المسلمين فهو علاوة على ما به من قيمة تتصل بالعاطفة الدينية فقد تذوقه المسلمون بمتعة روحية و عنوا به منذ بداية تاريخهم وربما كان أول مظهر من مظاهر الفن و الجمال التى عنى بها المسلمون كان في تجميل الخط تجويدا له مثلما عنوا بتجويد آيات القرآن الكريم و ترتيلها^([iii]) وقد تميز الخط العربي كفن بطابع الأصالة لأنه نابع من روح عربية صرفة و تطور محتفظا بخصائصه بمنأى عن التأثيرات الأجنبية و هو يكسب النص الأدبي المنظوم و المنثور قيمة فوق قيمته و جمالا فوق جماله اللغوي بل قد يطعى جمال الخط على ما يتضمنه النص الأدبي من معان و أفكار و من ثم لا تقف مهمة الخط العربي عند التسجيل و التدوين فقط بل أصبح انتاجا فنيا عظيما^([iv]).

وقد صار الخط العربى دليلا ميسرا للتعرف على هوية العمائر و التحف الإسلامية و انتماءها إلى وحدة فنية واحدة تربط بينها بالرغم من بعد المسافة بين الأقاليم الإسلامية و العصور المختلفة التى يرجع إليها^([v]) وأينما وجدت الزخرفة الخطية في الأماكن البعيدة و البقاع النائية و الأطراف المترامية فهى تعتبر دليلا على سيادة الإسلام و تغلغل الثقافة الإسلامية و التاثير القوى و الناعم للحضارة الإسلامية و بالرغم من أنه يجمع التحف الإسلامية في إطار واحد إلا أنه أعطى كل منها شخصية مميزة في إطار الشخصية الإسلامية العامة فأشكاله في الطراز المغربى الأندلسى يختلف عن استعماله في الطراز المصرى و الشامى عنه في الطراز الإيراني^([vi]) و شرق آسيا كما أعطى كل مادة أثرية شخصيتها المستقلة عن الأخرى داخل كل إقليم كنتيجة طبيعية لاختلاف العصور و الخطاطين و طرق التنفيذ و التشكيل و مدى مطاوعة المواد المختلفة^([vii]) وفوق ذلك كان الخط العربي هو العنصر الحاسم في تحديد تاريخ الآثار المعمارية و التحف لأنه كتب به تواريخها وأنه أحد أهم الوسائل التي يمكن بواسطتها معرفة التاريخ إن لم يكن مدونا بها من خلال طابعه و أسلوبه الفني^([viii]).

([i]) أبو صالح الألفى: الخط العربى كفن تشكيلى ووظيفته في الفنون الإسلامية بحث منشور بمجلة المجلة العدد 139 يوليو 1968م صـ53.

([ii]) عادل شريف علام(د.

): النصوص التأسيسية على العمائر الدينية المملوكية الباقية بمدينة القاهرة دراسة مقارنة في ضوء التخطيط و ما ورد بالمصادر والوثائق رسالة دكتوراه غير منشورة كلية الآداب بسوهاج جامعة أسيوط 1986م صـ39.

([iii]) سامى أحمد عبد الحليم إمام(د.

): الخط الكوفي الهندسى حلية كتابية بمنشآت المماليك في القاهرة مؤسسة شباب الجامعة للطباعة و النشر والتوزيع الاسكندرية 1991م ص2.

([iv]) فوزى سالم عفيفى(د.

): نشأة و تطور الكتابة الخطية العربية ودورها الثقافي و الاجتماعى ط1 وكالة المطبوعات الكويت1980م صـ393.

([v]) محمد مصطفى: الكتابة العربية عنصر زخرفي بحث منشور في مجلة المجلة العدد الثانى فبراير 1957 م صـ57.

([vi]) أبو صالح الألفى: الخط العربى كفن تشكيلى ص55.

([vii]) يوسف ذنون: "النسخ و الثلث" لجروهمان مجلة المورد المجلد الخامس عشر العدد الرابع وزارة الثقافة و الاعلام بغداد 1986م صـ113.

([viii]) يوسف ذنون: خط الثلث و مراجع الفن الإسلامي أعمال الندوة العلمية مركز الأبحاث للتاريخ و الفنون و الثقافة الإسلامية باستانبول عام 1983م بعنوان "الفنون الإسلامية المبادئ و الأشكال و المضامين المشتركة" دار الفكر العربي دمشق 1989م صـ110.