المسئولية الاجتماعية لأعضاء هيئة التدريس في تعزيز الأمن الفكري المصري للطلاب في عصر المعلوماتية : دراسة ميدانية على عينة من أعضاء هيئة التدريس و الطلاب بجامعة كفر الشيخ

الملخص AR

يمثل الأمن الفكري أحد أبرز الموضوعات التي تشغل هموم الناس فرادى و جماعات، و تمس حياتهم و استقرارهم فيها مسا جوهريا، حيث يعد أهم أنواع الأمن و أخطرها، لما له من الصلة المتينة بهوية المجتمع.

و لذلك فإن الاهتمام به هو في حقيقته أمن للمجتمع ككل، من خلال إطلاق للحريات و حوار الثقافات و تكريس التفاهم و التسامح و الحوار البناء و الحرية و تحقيق التنمية و الإسهام في حل المشكلات في إطار المسئولية و ليس المصادرة و التضييق.

وقد تعرض المجتمع المصري ـ عبر قرون طويلة و ما زال ـ لغارات من أعدائها بقصد تشكيك أبنائها في عقيدتهم و مسخ هويتهم و حملهم على الانسلاخ من مبادئهم وقيمهم و زعزعة أمنهم و خاصة في ظل عصر العولمة و التي تجاوزت الحواجز السياسية و الإقليمية و نجم عنها اتجاهات متباينة و متعددة من الأفكار و التصورات و المعايير بما يهدد الهوية الثقافية للأمم و المجتمعات.

وفي ظل الانفجارات المعلوماتية و التقنية و انتشار وسائل المعرفة و تعددها و تزايد حجم التحديات الداخلية و الخارجية في المجتمع أصبح تحقيق الأمن الفكري من أهم التحديات التي تواجه العالم الثالث عامة و المجتمع المصري على وجه الخصوص أمام التداعيات السريعة و الكبيرة للعولمة و أضحى تحقيقه من بين أهم القضايا الملحة على كافة المستويات السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية حيث أحدثت العولمة بشتى صورها وكافة أشكالها، و باختلاف آلياتها و قنواتها تغييرا جذريا في أنماط التفكير في المجتمع، أفرز الكثير من الأخطار و التداعيات التي تعد تهديدا للأمن الفكري للمجتمع حتى بات الأمن الفكري هاجسا قوميا و مطلبا و طنيا، و رؤية استراتيجية تستنفر أقصى جهود جميع أفراد المجتمع و طاقاتهم، فتحقيق الأمن الفكري ليس قائما عند حدود أجهزه الدولة السياسية ووحداتها الأمنية فقط، بل أصبح لزاما على كافة المؤسسات المجتمعية بما فيها التعليمية ضرورة تضافر الجهود و تكامل الأدوار⁽²⁾ و التكاتف و التساند لحماية الشباب من الغزو الثقافي و الفكري و نبذ الأفكار الهدامة التي تستهدف هدم القيم الاجتماعية و غرس الكراهية و العنف و التعصب و الانحراف و انتهاج قيم و سلوكيات تتنافي مع قيمنا و تقاليدنا و من ثم تأصيل قيم الإنجاز و الانتماء و الإبداع و التسامح و أهمية هذه القيم في تعزيز الأمن الفكري الذي يؤتي بثماره على كافة قطاعات المجتمع