قراء القرآن و دورهم الحضاري في مصر في العصر الفاطمي (358-567ه 969-1171م)‎

الملخص AR

كان لقراء القرآن الكريم و معلميه دور كبير في تاريخ مصر الإسلامية لما شرفت به مصر من وجود عدد كبير من الصحابة و التابعين و تابعي التابعين الذين كانوا النواة الأولى لازدهار مدرسة القراء المصرية تلك التي جعلت مصر في مكان الصدارة في هذا الميدان بتميزها و اشتهارها بأحد القراءات القرآنية التي حملت اسم ( قراءة ورش ) فصار لها رجال و اعلام في العصر الفاطمي توافد عليهم العلماء من المشرق و المغرب لتعلمها و اتقانها.

على الجانب الآخر ازدهر في مصر في العصر الفاطمي مركزين مهمين لمدرسة القراء المصرية هما الفسطاط و الإسكندرية اللتان أصبحا – أيضا – محط أنظار الدارسين الوافدين من المشرق و المغرب لتعلم علم القراءات فمنهم من استقر في مصر ولم يغادرها و منهم من عاد إلى بلاده لنشر و تعليم ما حصله من علم.

كما ساهم قراء القرآن و معلميه في ازدهار الحركة العلمية للعلوم الدينية بمصنفاتهم القيمة في علم القراءات التي أصبحت مرجعا مهما لكل من أراد التميز في هذا الجانب أو التفوق فيه.

كذلك كان للطبيعة الدينية التي قامت على أساسها الدولة الفاطمية أن أصبح لقراء القرآن بها مكانة و منزلة مهمة في مراسم احتفالاتهم و أعيادهم بصفة دائمة حتى أن الدولة أطلقت على بعضهم أسما ميزهم عن سائر المقرئين فعرفوا بقراء الحضرة الشريفة لاختصاصهم بالخلفاء في قصورهم و مناسباتهم كما أفردت لهم الدولة المخصصات المالية و العينية لعملهم كموظفين رسميين في الدولة.

و تحاول هذه الدراسة تناول دور قراء القرآن في مصر في العصر الفاطمي لبيان الإسهام العلمي و الحضاري لهم و إبراز أهم رجالهم و اعلامهم و من تعلم على أيديهم و أهم مؤلفاتهم.