La quête de la perfection esthétique et édénique dans : "le joujou du pauvre" de charles baudelaire

الملخص AR

يتناول البحث اشكالية التضامن الاجتماعي بين الفقراء و الأغنياء و البحث عن الجمال الداخلي للإنسان الذى يطغى على الشكل الخارجي في نص "لعبة الفقير" لشارل بودلير وذلك في إطار دراسة نفسية تحليلية.

و يرتكز البحث على دراسة التحليل النفسي و خاصة للطفل و مدى ارتباطه بالإنسان البالغ و العلاقة الطردية بين عالمين موازيين و يرمز إليهما: بلعبة الطفل و بخيال الكاتب المناظر لها و نستنبط من خلال نظريات فرويد أن اللعبة و الخيال ما هما إلا وجهان لعملة واحدة فاللعبة تنفس عن رغبات الطفل و كذلك الخيال يطلق العنان لرغبات الكاتب المكبوتة.

وقد ارتكز النص أيضا على مخطط Greimas الذى يوضح العلاقة بين الشخوص في السرد النصي فالطفل الفقير هو البطل التي تدور حوله الأحداث و يرسخ بودلير الصفات التي يجب ان يتحلى بها الفقراء و يتضمن النص أيضا أفكارا ماركسية وسامية تنادى بالمساواة و المؤاخاة بين الفقراء و الأغنياء كما يباهى بودلير بالجمال الداخلي للفقراء و بذلك ينقلب الواقع فيصبح الطفل الغنى شخصية ثانوية تدعم الطفل الفقير بل و يصبح الغنى تابع له في نسيج النص و يرسخ هذا النص ايدولوجيات عديدة منها مفهوم الكرامة و العزة التي يجب أن تسيطر على عقول الأطفال الفقراء لتحسين وضعهم الحالي و يندد بودلير أيضا بالتسول الذى يحط من قيمة الفقراء و تصبح لعبة الفقير محط اعجاب الغنى و يفاجئ بودلير القارئ بوصفه الأشبه بالأسلوب السينمائي بأن لعبة الفقير هي فأر حي و يذكرنا رمز الفأر بحالة مريض نفسى كان يعالجه فرويد و يدعى "رجل الفئران" الذى كان مكبلا بالديون و نجد هنا أن الديون ترمز إلى المسؤولية التي تقع على عاتق الفقير تجاه حياته ووضعه الذى يتوجب عليه تحسينه و على ذلك تخيل بودلير يوتوبيا أو مجتمع أمثل جديد فيه الغنى يؤازر الفقير في هذا التغيير المجتمعي فقد تخلي الطفل الغنى عن لعبته باهظة الثمن و من هنا نجح في تجسيد نسيج مجتمعي واحد ينعم فيه الفقير و الغنى بحياة النعيم الذى يحلم بها الكاتب بعيدا عن المظاهر الكاذبة و الخادعة و من هنا تكتمل الصورة و يصل الكاتب إلى الكمال و التكاتف المجتمعي.