هاجس الحروب السيبرانية و تداعياتها على الأمن و السلم الدوليين

الملخص AR

عرف التاريخ البشري صراعات و حروب عدة بين الدول و كان ميدانها الرئيس ارض الواقع ولها حدود معينه ضمن رقعة جغرافية محددة و تدار بأدوات معروفة تتناسب مع هذا الصراع أو ذاك (بري بحري جوي) و لكل طرف من هذا الصراع سواء اكان اقليميا أو دوليا أدواته الخاصة التقليدية في الردع و الهجوم و الدفاع بمعنى أكثر وضوحا أن كل الاطراف الداخلة في الصراع بإمكانها تحديد العدو و الصديق مسبقا و ما لها و ما عليها و الأهداف التي ترغب في تحقيقها عند دخولها في صراع ما.

إلا انه و مع نهاية القرن الثاني و دخول القرن الثالث و بفضل الثورة المعلوماتية المتمثلة في الكم الهائل من المعرفة و المعلومات و الثورة التكنولوجية المتمثلة في الاقمار الصناعية و الاتصال المباشر بها عبر الحواسيب الذكية وشبكات الانترنيت (الشبكة العنكبوتية) أصبح هناك مسرح اخر و فضاء اخر تدار عليه الصراعات بكل انواعها و صنوفها و هذا المسرح يختلف تماما عن المسارح القديمة للصراعات (البري البحري الجوي) فهو مسرح آتى متلائما مع هذا العصر فقد أدى التطور التكنولوجي كانتشار الإنترنت و الحواسيب و الأجهزة النقالة وتوافر الحزمة العريضة للإنترنت عبر الأجهزة النقالة وتدني كلفتها إلى ارتفاع أعداد مستخدمي الإنترنت و تزايد اعتماد الدول على هذه التكنولوجيات في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية.

إلا أن الانفتاح الذي يميز شبكة الإنترنت و الفضاء السيبراني عموما جعلها عرضة للتعديات و الأنشطة الغير سلمية فصار مستخدمو الفضاء السيبراني من الدول وغير الدول عرضة للانتهاكات و التهديد لمنظومتها الإلكترونية إذ لا يمكن لأي حكومة أو إدارة سواء أكانت من العالم الثالث أم في الدول الاكثر تقدما أن تنأى بنفسها عن الهم الذي يمثل اختراق الشبكات و تهديد أمنها و مصالحها