السياسة الخارجية للدولة السوفيتية عقب اندلاع الثورة البلشفية : البلاشفة و السلطة 1917-1918 م

الملخص AR

لقد شهد العالم عبر تاريخه الطويل سلسلة من التغييرات كقيام و سقوط العديد من الممالك و الدول في الشرق و الغرب على حد سواء و مع اختلاف نظم الحكم بها سواء كانت امبراطوريات أو ممالك اقطاعات أو ديموقراطيات إلا أن الثابت في تاريخ الدول أن سياستها الخارجية دائما ما تكون في يد الطبقة المسيطرة حتى و لو كانت أقلية بغض النظر عن التنوع الاجتماعي و السياسي الذي يتعاقب على المجتمع و يحل بعضه محل بعض.

كانت القاعدة السائدة في أغلب الدول منذ فجر التاريخ هي اتفاق مصالح الطبقة الحاكمة في أوقات الازمات و الحروب مع مصلحة الشعب أو الأمة الا أنها في العادة كانت تعمل ضد مصالح الطبقة الكادحة الا ان الوضع تغير مع السنوات الأولى من انفجار الثورة البلشفية فكانت سياسة البلاشفة الخارجية تعمل من أجل خدمة الكادحين و ليس لخدمة المستغلين فلقد سارت الثورة على الطريق الذي رسمه زعيم الطبقة الكادحة فلاديمير لينين Vladimir Lenin باعتباره رئيسا للحكومة السوفيتية بالشكل الذي حاولت معه الجمع بين المصالح الوطنية للدولة و الشعب السوفياتي و بين الواجبات الأممية للطبقة العاملة الحاكمة.

منذ الوهلة الأولي لميلاد الدولة السوفيتية و الدول الامبريالية تحاول جاهدة وأدها و القضاء عليها متبعة كل سبيل ممكن سلميا كان أو عسكريا بهدف القضاء على اول بلد و حكومة اشتراكية في التاريخ الا أن سياسة البلاشفة الخارجية قد أمنت لدولتهم طوق النجاة من مكائد الامبريالية و حبالها.