التغلغل الاسرائيلي في أفريقيا و أثره في العلاقات العربية-الافريقية

الملخص AR

ظل التغلغل الإسرائيلي في القارة الأفريقية أحدى القضايا الرئيسة في منظومة العلاقات العربية-الأفريقية منذ ستينات القرن المنصرم، و حرصت إسرائيل منذ بداية علاقتها مع دول القارة على الفصل بين مستوى تلك العلاقة و مستوى الصراع العربي-الإسرائيلي بإعتبار ان القارة الأفريقية أصبحت أحد ميادين المواجهة في هذا الصراع، حتى أصبح ذلك الصراع محدود التأثير في مجمل العلاقات الإسرائيلية-الأفريقية.

و قد أسهمت مجموعة من التغيرات الدولية و الإقليمية في توجيه الأنظار الإسرائيلية صوب أفريقيا و من ذلك إنعقاد مؤتمر باندونغ عام ١٩٥٥ و غياب إسرائيل عنه، ثم حصول دول أفريقية على إستقلالها في الستينات و زيادة قدرتها التصويتية في الأمم المتحدة، و بلوغ العلاقات العربية الأفريقية ذروتها عام ١٩٧٣ و تجسد ذلك في قطع علاقات معظم الدول الأفريقية مع إسرائيل، و كان من المفترض ان يشكل هذا الوجود معوقا رئيسا أمام التحرك الصهيوني في القارة الأفريقية خصوصا لو أحسن توظيفه لتأخير و عرقلة أي إتجاه أفريقي نحو الصداقة مع إسرائيل إلا إن الوجود العربي أصطدم بأكثر من عقبة لدخول القارة منها داخلية متعلقة بالدول العربية نفسها و أخرى خارجية متمثلة في طبيعة الوجود الغربي.